أما قول «هيرشفيلد» وغيره إنها اختصار لأسماء الأشخاص الذين سبق لهم تدوين بعض السور أو جمع شيء من القرآن فيرد عليه بما يلي :
إن العمدة في فهم ومعرفة هذه المعاني وهذه الحروف يعتمد على النقل وعلى ملاءمته لروح العربية.
٢ ـ لم يستطع أصحاب هذا الرأي أن يجدوا اسما لكل حرف في (الم) فأطلقوها على شخص واحد هو المغيرة وهذا خروج عن القاعدة المطردة عندهم أن كل حرف يطلق على شخص ك (ص) لحفصة ، و (ن) لعثمان وهكذا (١).
فهذا ينقض دعواهم ويبطل قولهم ، ويظهر التناقض في آرائهم.
٣ ـ لو كان هذا الأمر صوابا كما زعم «هيرشفيلد» ومن قال بقوله لما تأخر اكتشافه ، ولجاء على لسان السلف والخلف من علماء الإسلام الذين بذلوا قصارى جهدهم في كشف أسرارها والتعرف على معانيها.
أما نولديكه فقد كان يقول برأي «هيرشفيلد» أنها أسماء ، لجمعة القرآن ، ثم عدل عن هذا القول لرأي «سال» أنها سحرية ولا معنى لها ، ثم استقر به الرأي في مقالاته المتأخرة ، أنها تقليد لكتابة الكتاب السماوي الذي كان ينقل إلى محمد من اليهود (٢).
فقوله الأول أنها أسماء لجمعة القرآن ، والثاني أنها سحرية لا معنى لها قد رددنا عليهما ولا دليل عليه ، بل هي من جنس حروف الهجاء ، فهي معروفة لكل عارف بالعربية. أما تعليقي على القول الثالث :
فالناظر في كتاب (تاريخ القرآن الكريم) ل «نولديكه» يجد أنه يحاول أن يرد كثيرا من تعاليم الإسلام لليهودية. وقد رددت على هذا الرأي في باب
__________________
(١) انظر مقدمة القرآن ـ واط ـ ص ٦٣.
(٢) انظر مقدمة القرآن ـ واط ـ ص ٦٤.