كما أن حجتهم أن بعض العرب سمى ببعض هذه الحروف أسماء أشخاص كتسمية والد حارثة (لام) والطائي (ز) فهذا القول يرده الواقع المنقول والتاريخي لأسماء السور ومعاني هذه الحروف.
فالأقوال التي وردت في كونها أسماء للسور لو صح قولهم هذا فإن هذه الحروف ستطلق على عدة سور لذا فسيصعب التمييز بين السور المتشابهة بين هذه الحروف (١).
أما زعمهم أن هذه السور قد جاء لها أسماء أخرى حجبت هذه التسمية المزعومة وكانت الشهرة لها والذي يرد هذا القول كذلك أن هذا القول لم ينتشر عنها بل الثابت أن الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كان كلما نزل عليه شيء من الوحي قال : ضعوا هذه في سورة كذا في مكان كذا ، ولم نعلم أنه كان يذكرها كأسماء لهذه السور.
فالراجح فيها إذن ما سبق أن ذكرته.
وهو يظهر بطلان أقوال المستشرقين ، ويبين أن إلقاءهم أقوالهم كان بلا دليل علمي ، ولا مستند عقلي. ويؤكد أن لا حرف في كتاب الله سبحانه إلا وله معنى ، فلا شيء فيه لغو لا فائدة منه ، فالله غالب على أمره ولو كره الكافرون.
المبحث الثالث :
ترتيب سور القرآن الكريم :
زعم بعض المستشرقين أن القرآن الكريم لم يكن مرتبا وأنه كان مختلطا في عهد الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقد رتبه أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ لذا استحلوا لأنفسهم أن يجعلوا له ترتيبا خاصا يختلف عن ترتيب المصحف الحالي في كثير من السور (٢) معتمدين في ذلك على طريقة الأسلوب ومحتويات السورة. وكان
__________________
(١) انظر كتاب براعة الاستهلال في فواتح القصائد والسور ص ١٥٢ وما بعدها.
(٢) انظر أسرار القرآن ـ جرجس سال ص ٢١.