مالك بن نويرة وبعض تميم قوم سجاح بنت المنذر المتنبئة التي زوّجت نفسها مسيلمة الكذاب ، وفيها يقول أبو العلاء المعرى في كتاب استغفر واستغفري :
أمَّتْ سجَاحٌ وَوَالاهَا مُسَيْلِمَةٌ |
|
كَذَّابَةٌ فِى بَنِى الدُّنْيَا وَكَذَّابُ (١) |
وكندة قوم الأشعث بن قيس ، وبنو بكر بن وائل بالبحرين قوم الحطيم بن زيد ، وكفى الله أمرهم على يد أبى بكر رضى الله عنه. وفرقة واحدة في عهد عمر رضى الله عنه : غسان قوم جبلة ابن الأيهم نصرته اللطمة (٢) وسيرته إلى بلاد الروم بعد إسلامه (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ) قبل لما نزلت أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبى موسى الأشعرى فقال : «قوم هذا (٣)» وقيل هم ألفان من النخع ، وخمسة آلاف من كندة وبجيلة ، وثلاثة آلاف من أفناء الناس (٤) جاهدوا يوم القادسية. وقيل : هم الأنصار. وقيل : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم فضرب يده على عاتق سلمان وقال : «هذا وذووه» ثم قال : لو كان الإيمان معلقاً بالثريا لناله رجال من أبناء فارس (٥) (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) محبة العباد لربهم طاعته وابتغاء مرضاته ، وأن لا يفعلوا ما يوجب سخطه (٦) وعقابه. ومحبة الله لعباده أن يثيبهم أحسن الثواب على طاعتهم ويعظمهم ويثنى
__________________
(١) لأبى العلاء المصري. وأمت ـ بالتشديد ـ : صارت إماما في بنى حنيفة وادعت النبوة. ويروى بالمد والتخفيف ، أى صارت أيما غير متزوجة وهي بنت المنذر. ووافاها ، أى وافقها مسيلمة ، فانه تزوجها وكان مدعيا للنبوة أيضاً ، وبعد قتله تابت وحسن إسلامها.
(٢) قوله «نصرته اللطمة» لعلها اللطيمة وهي العير التي تحمل الطيب وبز التجار ، فحرر.
(٣) أخرجه ابن أبى شيبة وإسحاق والحاكم والطبراني. والطبري من طريق سماك بن حرب. عن عياض الأشعرى. قال : لما نزلت هذه الآية فذكره. ورواه البيهقي في الدلائل من وجه آخر عن سماك عن عياض عن أبى موسى قال تلوت عند النبي صلى الله عليه وسلم (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ) الآية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قومك يا أبا موسى. أهل اليمن.
(٤) قوله «من أفناء الناس» في الصحاح «فناء الدار» ما امتد من جوانبها. والجمع أفنية. ويقال : هو من أفناء الناس ، إذا لم يعلم ممن هو. (ع)
(٥) هكذا رواه. وهو وهم منه فان. هذا الكلام إنما ورد في آية الجمعة من طريق أبى العيث عن أبى هريرة وهو متفق عليه. وفي آية القتال رواه الترمذي من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة رضى الله عنه
(٦) قال محمود : «محبة العباد لربهم طاعته وابتغاء مرضاته ، وأن لا يفعلوا ما يوجب سخطه وعقابه. ومحبة الله لعباده أن يثيبهم أحسن الثواب على طاعتهم ويعظمهم ويثنى عليهم ويرضى عنهم. وأما ما يعتقده أجهل الناس وأعداهم للعلم وأهله وأمقتهم للشرع وأسوأهم طريقة ، وإن كانت طريقتهم عند أمثالهم من الجهلة والسفهاء شيئاً ، وهم الفرقة المفتعلة المتفعلة من الصوف ، وما يدينون به من المحبة والعشق والتغني على كراسيهم خربها الله ، وفي مراقصهم عطلها الله ، بأبيات الغزل المقولة في المردان الذين يسمونهم شهداء ، وصعقاتهم التي أين منها صعقة موسى يوم دك الطور ، فتعالى الله عنه علواً كبيراً. ومن كلماتهم كما أنه بذاته يحبهم كذلك يحبون ذاته ، فان الهاء راجعة إلى الذات دون النعوت والصفات» انتهى كلامه. قال أحمد : لا شك أن تفسير محبة العبد لله بطاعته له على خلاف الظاهر وهو من المجاز الذي يسمى فيه المسبب باسم السبب والمجاز الذي لا يعدل إليه عن الحقيقة إلا بعد تعذرها ، فليمتحن حقيقة ـ