وعمومها.
والخاصّ منه بعضو دون آخر يدلّ على أنّ مادّة المرضَى فى ذلك الموضع أقوَى وأشدّ. وقد يكون لعجز الطبيعة عن دفع جميع المادّة. ومثل هذا العَرَق لا يعقبه خِفّة ولا رائحة. والأوّل يعقبه ذلك.
ومنها يوم مجيئه ، وهو امّا عن دفع الطبيعة وامّا عن كثرة المادّة وقهر الطّبيعة. وأمّا الذى يجىء منه فى وقت دون آخر فهو ردىء يدلّ على عجز الطّبيعة عن دفع المادّة دفعا تامّاً.
ومنها قَوامه :
ـ فالرّقيق يدلّ على رِقَّة المادّة.
ـ والغليظ على غِلَظِها.
ـ واللّزج على سُقوط القوّة ، كما تقدّم ، وقد يكون لاستيلاء موادّ بلغميّة لزجة. ومِثْل هذا العَرَق يعقبه خفّة وراحة.
والعَرَق المحمود فى وقت المرض يُشترط أنْ يكون حارّا وأنْ يكون عامّا وأنْ يعقبه خِفّة وراحة.
والعِرْق : معروف ، للشَّجر وللبدن ولغيرهما ، ويُجمع على عُروق.
وعُروق البَدَنِ أقسام عَصَبانيّة ممتدّة طُولا ، مجوَّفة نابتة من القلب. والعائدة اليه من الكبد وغيره ساكنة ، ولذلك تُعرف بالعُروق غير الضَّوارب وبالأوردة. ومنفعتها أنّها خُلقت لتوزيع الدَّم على الأعضاء ، وهى ذات طبقة واحدة إلّا عِرْق واحد وهو الوريد الشّريانى. وانّما كان كذلك لأنه مُداخِل لجوهر الرّئة ، واعتدادها منه على سبيل الرّشح.
ودم الكبد غليظ فجُعِل ذا طبقتين ليكون ما يترشَّح منه لطيفا مناسبا للرّئة.