مِنْ أحدهما بِشُعْبَةٍ من الآخر يتكوّن العِرْق المعروف بالأكْحَل. ومِنْ شُعَب الكتفىّ العِرْقُ المعروف بحَبْل الذِّراع. ومن شُعَب الابطىّ العِرْق المعروف بالباسْلِيْق. ومن شُعَب الأكْحَل العرق المعروف بالأُسَيْلِم وهو بين الخنصر والبنصر.
وأمّا الوادِج الغائر فينشعب منه شُعَب ـ أيضا ـ منها ما يتفرّق فى الحنجرة والرَّقبة والغشاء المجلِّل للقحف ، ومنها ما يدخل اى باطن القحف فتغرق فى غشاء الدّماغ وفى الشَّبكة المشيميّة.
وأمّا المتحدر الى أسفل فينحُو نحو القَطَن ويتفرّع منه شُعَب تتفرَّق فى الكليتين والخاصرتين والأنثَيين والفخذين والسّاقين والقدمين.
والعِرْق المدينىّ هو أنْ يحدث على بعض الأعضاء بثرة فتتقيَّح ويخرج منها شىء أحمر الى السّواد لا يزال يطول ، وربما كان له حركة دوديّة تحت الجلد حتّى ظنّ بعضهم أنّه حركة حيوان يتولّد ، وظنّ بعضهم أنّه حركة حيوان يتولّد ، وظنّ بعهم أنّه شعبة من لِيْف العَصَب ، وهو غلَط. وأكثر ما يعرض فى السّاقين. وقد رأيته على اليدَين. وقَطْعُه مؤلم ، وسببه دم سوداوىّ أو دم تعقده الحرارة الغريبة ، وأكثر ما يتولّد عن الأغذية الجافّة اليابسة ، ويكثر فى المدينة المنورة ، ولذلك يُنسب اليها. وقد انتشر فى بلاد مصر أيضاً.
وربما حدث فى بدن واحد فى مواضع متعدّدة. ويقلّ فى الأبدان الرَّطبة. وعلاجُه باستفراغ الدّم الرَّدىء فَصْداً من الباسليق ومن الصّافن ، بحسب الموضع ، وتنقية البدن بمثل طبيخ الأفْتِيْمون وحَبّ القُوقيا والاطْرِيْفَل المتَّخذ بالسَّنا والشّاهْتَرَج وتَرطيب البدن بالأغذية وغيرها ، واذا أخذ يظهر ضُمِّد العضو بما يرطّبه بمثل العُصورات مع الصَّنْدَلَين. وممّا ينفع منه أن يَشرب