وهكذا نرى كيف أن المعايير التي يعتمدها الغرب في مواجهة مشاكله الداخلية والخارجية ، تؤدي به في كثير من الأحيان وعلى المدى البعيد إلى مواجهة مشاكل جديدة أعمق وأعظم بكثير من سابقاتها ، التي اعتقد بأنه قادر على التغلب عليها. فمعايير المصلحة السياسية الآنية والجدوى الاقتصادية الذاتية واتباع الهوى والدوافع الخاصة وحبّ الاستعمار والتسلط والتحكم والتزام مبدأ «الغاية تبرر الوسيلة» ، وعدم التزام أي مبدأ أخلاقي ومعنوي وروحي سام ، كل ذلك أدى إلى تحطيم الأسس الاجتماعية الهشّة التي يحاول الغرب دائما أمام الآخرين إظهار صورة لها مغايرة للواقع والحقيقة.
(أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (١٠٩) [التوبة : ١٠٩].