تواجه الخلية الموت في هاتين الحالتين بشكل مختلف تماما وبطريقة مغايرة جدا ، ففي الحالة الأولى تمر الخلية بتغيرات تتضخم فيها شيئا فشيئا حتى تنفجر ويتسبب انفجارها بجر خلايا المناعة الآكلة إلى مكان تواجدها والقضاء عليها وعلى بقاياها.
أما في الحالة الثانية وهي الأكثر غرابة ودقة وإعجازا ، يصغر حجم الخلية بشكل بارز وتتراكم مكونات نواتها على بعضها البعض ، ثم تظهر فيها شقوق تتحول إلى أجسام صغيرة ميتة مبعثرة لا تشد إليها خلايا المناعة لتتولى القضاء عليها كما في الحالة الأولى بل تقوم هي بإماتة نفسها أو بما يصفه الباحثون بالانتحار المبرمج للخلايا.
أسباب موت الخلايا المبرمج :
تحدث ظاهرة الموت الخلوي المبرمج في كثير من الحالات والأوضاع الحساسة التي يحتاج فيها الجسم إلى تغيرات كبيرة وحاسمة في النمو العضوي أو في عمل الأنسجة وعمليات الأجهزة الدقيقة ، إما لإحداث تسريع أو تكثيف في عملها وإما لإحداث تراجع أو ضمور فيها حسب ما تستدعيه الظروف والأوضاع.
تتجلى ظاهرة الموت الخلوي المبرمج بكل مظاهرها المتعددة في مشاهد متنوعة ومختلفة ، تتعدد فيها الأسباب من حالة إلى حالة ومن ظرف إلى ظرف حتى تتحقق الأهداف الكامنة من ورائها ، وأكثر ما يبرز فيه عمل الظاهرة وأسبابها وأهدافها هو في الأمور والظروف التالية :
ـ إزالة الأنسجة والخلايا الزائدة في أطراف وأعضاء الجنين لإعطائها الشكل النهائي المعروف ، كاندثار الأنسجة والخلايا الزائدة بين أصابع