أنت أوّل من برد حوضى تسقى منه أولياءك وتذود عنه أعدائك ، وأنت صاحبى اذا قمت المقام المحمود تشفع لمحبّينا فتشفع فيهم ، وأنت أوّل من يدخل الجنّة وبيدك لوائى ، وهو لواء الحمد وهو سبعون شقّة الشقّة ، منه أوسع من الشمس والقمر ، وأنت صاحب شجرة طوبى فى الجنّة أصلها فى دارك وأغصانها فى دور شيعتك ومحبّيك ، قال : إبراهيم بن أبى محمود : فقلت للرضا : يا ابن رسول الله إنّ عندنا أخبارا فى فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام وفضلكم أهل البيت وهى من رواية مخالفيكم ولا نعرف مثلها عندكم ، أفندين بها؟
فقال : يا ابن أبى محمود ، لقد أخبرنى أبى ، عن أبيه ، عن جدّه عليهمالسلام أنّ رسول اللهصلىاللهعليهوآله قال : من أصغى الى ناطق فقد عبده ، فان كان الناطق عن الله عزوجل فقد عبد الله ، وان كان الناطق عن إبليس فقد عبد ابليس ، ثم ، قال الرضا : يا ابن أبى محمود انّ مخالفينا وضعوا أخبارا فى فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام ، أحدها الغلو وثانيها التقصير فى أمرنا ، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا ، فاذا سمع الناس الغلوّ فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم الى القول بربوبيّتنا واذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا ، واذا سمعوا مثالب أعداءنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا.
قد قال الله عزوجل : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ) يا ابن أبى محمود إذا أخذ الناس يمينا وشمالا فالزم طريقتنا ، فانّه من لزمنا لزمناه ، ومن فارقنا فارقناه ، ان أدنى ما يخرج به الرجل من الايمان أن يقول للحصاة : هذه نواة ثمّ يدين بذلك ويبدأ ممّن خالفه ، يا ابن أبى محمود احفظ ما حدثتك به ، فقد جمعت لك خير الدنيا والآخرة (١).
٦ ـ عنه ، باسناده ، عن الحسين بن على عليهماالسلام ، قال : قال لى بريدة أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوآله أن نسلّم على أبيك بإمرة المؤمنين (٢).
__________________
(١) عيون اخبار الرضا : ١ / ٣٠٣.
(٢) عيون اخبار الرضا : ٢ / ٦٨.