المهاجرين مرسوا أن يفرضوا لرسول الله فريضة يستعين بها على من أتاه ، فأتوا رسول الله صلىاللهعليهوآله وقالوا : قد رأينا ما ينوبك من النوائب وانا آتيناك لنفرض فى أموالنا فريضة تستعين بها على من أتاك.
قال : فاطرق النبيّ صلىاللهعليهوآله طويلا ثمّ رفع رأسه فقال : انّى لم أومر أن آخذ منكم على ما جئتم به شيئا انطلقوا فانّى لم أومر بشيء وان أمرت به أعلمتكم قال : فنزل جبرئيل فقال : يا محمّد انّ ربّك قد سمع مقالة قومك وما عرضوا عليك وقد أنزل الله عليهم فريضة : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).
فخرجوا وهم يقولون ما أراد رسول الله صلىاللهعليهوآله ان يذلّ له الاشياء ويخضع له الرقاب ما دامت السماوات والارض لبنى عبد المطلب ، قال : فبعث رسول الله صلىاللهعليهوآله الى علىّ بن أبى طالب ان اصعد المنبر وادع الناس ، ثمّ قل : أيّها النّاس من انتقص أجيرا أجره فليتبوّأ مقعده من النار ومن دعى الى غير مواليه فليتبوّأ مقعده من النار ، ومن انتضى من والديه فليتبوّأ مقعده من النار.
قال : فقام رجل وقال : يا أبا الحسن ما لهنّ من تأويل ، فقال : الله ورسوله أعلم ، فأتى رسول الله صلىاللهعليهوآله فأخبره فقال رسول الله ويل لقريش من تأويلهنّ ثلاث مرّات ، ثمّ قال: يا علىّ انطلق فأخبرهم أنّى الأجير الذي أثبت الله مودّته من السماء ، أنا وأنت مولى المؤمنين وأنا وأنت أبوا المؤمنين ، ثمّ خرج رسول الله فقال : يا معشر قريش والمهاجرين والأنصار.
فلمّا اجتمعوا قال : يا أيها الناس إنّ عليّا أوّلكم أيمانا بالله وأقومكم بأمر الله وأوفاكم بعهد الله وأعلمكم بالقضية وأقسمكم بالسويّة وأرحمكم بالرعيّة وأفضلكم عند الله مزية ، ثمّ قال : انّ الله مثل لى امّتى فى الطين وعلّمنى أسمائهم كما علّم آدم الاسماء كلّها ثمّ عرضهم ، فمرّ بى أصحاب الرايات فاستغفرت لعلىّ وشيعته وسألت ربّى أن يستقيم امتى على علىّ من بعدى.