مستقى العلم من عندنا أفعلموا وجهلنا هذا ما لا يكون؟! (١).
٢ ـ قال سليم بن قيس : فلمّا مات الحسن بن على عليهماالسلام ، لم تزل الفتنة والبلاء يعظمان ويشتدّان فلم يبق ولىّ لله إلّا خائفا على دمه (وفى رواية اخرى إلّا خائفا على دمه أنّه مقتول) وإلّا طريدا وإلّا شريدا ولم يبق عدوّ لله إلّا مظهرا حجّته غير مستتر ببدعته وضلالته ، فلمّا كان قبل موت معاوية بسنة حجّ الحسين بن على صلوات الله عليه وعبد الله بن عبّاس وعبد الله بن جعفر معه فجمع الحسين عليهالسلام بنى هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم ومن الأنصار ممّن يعرفه الحسين عليهالسلام وأهل بيته.
ثمّ أرسل رسلا لا تدعوا أحدا ممّن حج العام من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله المعروفين بالصلاح والنسك الّا أجمعهم فاجتمع إليه بمنى أكثر من سبعمائة رجل وهم فى سرادقه ، عامتهم من التابعين ونحو من مائتى رجل من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله فقام فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال :
أمّا بعد فان هذا الطاغية قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم وعلمتم وشهدتم ، وانّى أريد أن أسألكم عن شيء ، فان صدّقت فصدّقونى وإن كذبت فكذبونى وأسألكم بحقّ الله عليكم وحقّ رسول الله صلىاللهعليهوآله وقرابتى من بينكم لما سيرتم مقامى هذا ووصفتم مقالتى ودعوتم أجمعين فى أمصاركم من قبائلكم من آمنتم من الناس وفى رواية اخرى بعد قوله : فكذبونى اسمعوا مقالتى واكتبوا قولى ثمّ ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم فمن آمنتم من الناس ووثقتم به فادعوهم الى ما تعلمون من حقّنا.
فانّى أتخوّف أن يدرس هدا الأمر ويذهب الحقّ ويغلب ، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون وما ترك شيئا ممّا أنزل الله فيهم من القرآن إلّا تلاه وفسره ولا شيئا
__________________
(١) بصائر الدرجات : ١١ والكافى : ١ / ٣٩٨.