نباتة (١) ، قال : أتيت أمير المؤمنين عليهالسلام لأسلم عليه ، فجلست أنتظره ، فخرج إلي فقمت وسلمت عليه ، فضرب على كتفي ـ أو قال : على كفي ـ ثم شبك أصابعه بأصابعي ، ثم قال : يا أصبغ بن نباتة! فقلت : لبيك وسعديك يا أمير المؤمنين.
فقال : إن ولينا ولي الله ، فإذا مات ولي الله كان من الله بالرفيق الأعلى ، وسقاه الله من نهر أبرد من الثلج ، وأحلى من الشهد ، وألين من الزبد.
فقلت : بأبي أنت وأمي ، وإن كان مذنبا؟!
فقال : «نعم ، وإن كان مذنبا ، أما تقرأ القرآن : (فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) (٢)؟!
يا أصبغ! إن ولينا لو لقي الله وعليه من الذنوب مثل زبد البحر ، ومثل عدد الرمل ، لغفرها الله له إن شاء الله تعالى (٣) .. تمام الخبر.
__________________
(١) هو : أبو القاسم المجاشعي ، من خواص أمير المؤمنين الإمام علي عليهالسلام ، والراوي عنه عهده إلى الأشتر ، ووصيته إلى محمد بن الحنفية ، وهو من شرطة الخميس ، وهو الذي أعانه على غسل سلمان المحمدي ، شارك في حرب صفين ، وكان شيخا ناسكا عابدا ، عده البرقي من أصحاب أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وزاد الشيخ عليه الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام ، مع وصفهما له بالتميمي الحنظلي.
أنظر : رجال النجاشي : ٨ رقم ٥ ، رجال البرقي : ٥ ، رجال الشيخ الطوسي : ٣٤ رقم ٢ وص ٦٦ رقم ٢ ، مستدركات النمازي ١ / ٦٩١ رقم ٥٤٨.
(٢) سورة الفرقان ٢٥ : ٧٠.
(٣) الاختصاص : ٦٥ ـ ٦٦ ، عن محمد بن الحسن الشحاذ ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن جعفر بن الهيثم الحضرمي ، عن علي بن الحسين الفزاري ، عن آدم التمار الحضرمي ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، وعنه بحار الأنوار ٣٤ / ٢٨٠ ح ١٠٢٤.