التهذيب والاستبصار ، فقد تقدمت الإشارة إليها في الفصل الثاني من فصول دور الشيخ الطوسي قدسسره في الحديث الشريف ولا حاجة إلى إعادته (١).
الثاني عشر : الأحاديث المعللة :
الحديث المعلل : هو ما فيه من أسباب خفية غامضة قادحة في نفس الأمر ، مع أن ظاهره السلامة منها ، بل الصحة (٢).
وعلل الحديث أنواع كثيرة منها ما يقع في الأسناد ، كالإرسال والوقف ، أو إدخال حديث في حديث ، ونحو ذلك من الأسباب القادحة ، كما قد تقع في المتن أيضا ، كركاكة بعض ألفاظه ، وتراكيبه ، أو بعده عن الواقع وعدم استقامته ، أو مخالفته لقواعد اللغة ، أو لدليل قاطع ، كما لو تضمن ـ مثلا ـ ما هو مخالف لدليل قاطع ، كعصمة الأنبياء والأئمة عليهمالسلام ، وقد تطلق العلة على غير مقتضاها ككذب الراوي ، أو خطئه ، أو توهمه ، أو سوء حفظه ، أو غفلته بإتيان لفظ الحديث على غير وجهه المعروف ، وقد يكون لنقل الحديث بالمعنى من لدن غير العارف بدلالات الألفاظ الأثر الكبير في رد الحديث ولهذا نبه أهل الفن على جملة من الطرق التي يمكن أن يدرك من خلالها الحديث المعلل كالنظر في اختلاف رواته ، وضبطهم وإتقانهم ومدى ما في الحديث من موافقة لغيره أو مخالفة لما هو أصح منه ، ونحو ذلك من القرائن التي تنبه على وهم في الحديث.
وقد اتفقت كلمة أهل الدراية من الفريقين على أن هذا النوع يعد من أجل أنواع الحديث ، وأنه لا يتمكن منه إلا الحذاق من أهل الحفظ والخبرة
__________________
(١) أنظر : الحلقة الثالثة من هذا البحث في «تراثنا» ، العددان (٥٥ ـ ٥٦) ص ١٥٢.
(٢) الرعاية ـ للشهيد الثاني ـ : ١٤١.