يقتلوا أولادهم بفعل بعض العادات والتقاليد السيئة البعيدة عن أي معنى إنساني ، مما كانوا يفعلونه بدون وعي للنتائج المدمّرة في ذلك.
وتطوف السورة بقصة إبراهيم عليهالسلام في تأملاته الفكرية الرسالية التي تمثّل المنهج الإيماني في الوصول إلى النتائج التوحيدية ، وتتنوع مشاهد الحياة في كل آفاق الوجود ، ليجد الإنسان أمامه كل الحركة النابضة في الكون في الإصباح والإمساء ، والكواكب التي تمثل نقاط الضوء المنتشرة في الفضاء التي تشق الظلام ، والماء الذي ينزل من السماء لتختزنه الأرض وليتفجر ينابيع وأنهارا ، وليملأ الأرض بكل شيء حي ، والزرع الذي تتنوع أشكاله وألوانه وثماره وجمالاته وإيحاءاته ، كما هي إيحاءات كل الموجودات في الدلالة على الله في مواقع عظمته ونعمته. ويقف الإنسان في نهاية المطاف ، كالوجود الذي يسبّح الله في كل مظاهره ، لتكون لكل واحد لغته الخاصة في التعبير عن ذلك ليبتهل إلى الله وليشهده على قلبه ، أنه الإنسان التوحيدي الذي يقدّم صلاته ونسكه وحياته وموته لله ، لتكون جميعا في خط الله المستقيم على أساس دينه القويم الذي هو عنوان الهداية التي تحدد للإنسان مسئولياته في عمله مقارنا بعمل الآخرين ، وفي علاقته في حركة الطاقات المتنوعة عند الإنسان الآخر في حاجاته المتشابكة التي لا يستغني فيها إنسان عن إنسان ، لتكون الدرجات المختلفة منطلقة من الحاجات المتنوعة لا من ذاتيات الإنسان.
وتبقى السورة في حركة دائمة تنبض بالحياة ، فتحرّك العقل ، وتنفتح على الوجدان ، وتوحي للمشاعر بكل جديد ، لتتكامل مع السور القرآنية الأخرى في البرنامج المنهجي الفكري والعملي ، من أجل أن يبقى الإنسان مع الله في نفسه وعلاقته بالإنسان الآخر وبالكون والحياة.
* * *