والشعور ، ولا بدّ لها لأجل ذلك من ملاحقة ظاهرة من ظواهر الكون لتكون مدعاة للتأمل والفكر ، ولتعود محمّلة بكل المعاني الحيّة التي تثير في الإنسان الإحساس بالعظمة والامتنان .. وهكذا تتحوّل هذه الكلمة التي يعبّر بها عن مشاعره إلى حديث داخليٍّ متجدّد ، يذكره بالآفاق الرحبة التي انطلقت منها ، مما يجعل منها أداة تفجير دائمة لمنابع الإيمان في النفس ..
وهذا ما أرادته التربية الإسلامية في تعاليم الشريعة ، من استحباب النطق بكلمة «سبحان الله» ، عند ما نشاهد بعض مظاهر عظمة الله ، وكلمة : «الشكر لله» عند إحساسنا ببعض نعمه علينا ، وكلمة : «لا حول ولا قوة إلا بالله» عند التوقف أمام تهاويل الخوف التي تثير مواطن الضعف لدى الإنسان أو عند الإحساس بالقوة الذاتية بالطريقة التي قد تبعث فيه الغرور من خلال نسيان مصدر القوة ، أو كلمة : «الله أكبر» عند مواجهة القوى الكبيرة في الكون ، والشعور بعظمتها داخل الإنسان ، لتتضاءل عظمتها أمام عظمة الله ، بحيث تتحوّل تلك الكلمات إلى محرّك للمفاهيم الإيمانيّة في كل وقت ، لئلا تغيب تلك المفاهيم في غمار المشاكل اليوميّة التي تبعد الإنسان عن الله وتنسيه ذكره. وجاءت الكلمات التالية ، لتؤكد القاعدة التي ينطلق منها الحمد لله في حياة الإنسان.
* * *
عظمة الخالق متجلّية في مخلوقاته
(الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) ويتطلع الإنسان إلى السماوات ، بالنظرة المجرّدة الساذجة ، فيرتدّ طرفه خاسئا حسيرا عند ما يشاهد الشمس والقمر والكواكب ، وهي تتفجر بالنور اللاهب تارة ، والدافئ أخرى ، والهادىء