ابن الحسين.
فشاع بين الناس هذه المفاوضة التي جرت ، وخرجوا إلى هذا المكان وأرادوا عمارته ، فقال سيف الدولة : هذا موضع قد أذن الله تعالى لي في عمارته على اسم أهل البيت عليهم السلام».
قال يحيى بن أبي طيّ : «ولحقت باب هذا المشهد ، وهو باب صغير من حجر أسود ، عليه قنطرة مكتوب عليها بخطّ أهل الكوفة كتابة عريضة : عمّر هذا المشهد المبارك ابتغاء وجه الله تعالى وقربةً إليه ، على اسم مولانا المحسن ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، عمّ الأمير الأجلّ سيف الدولة أبو الحسن علي بن عبـدالله بن حمـدان ، وذكر التاريخ المتقدّم (١).
ثمّ بعد ذلك في أيّام بني مرداس بُني المصنع الشمالي من المشهد ، ثمّ بُني في أيام قسيم الدولة «آق سنقر» في سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة في ظاهر قبلي المشهد مصنع للماء ، وكتب عليه اسمه ، وبنى الحائط القبليـوكان قد وقع ـ ، ووقف على المشهد رحى حنديات وفدّانين بالحاضر السليماني ، وعمل للضريح طوق وعرانيس من فضّة ، وجعل عليه غشاء.
ثمّ في أيّام نور الدين محمود بن الزنگي بُني في صحنه صهريج بأمره ، وميضاة فيها بيوت كثيرة ينتفع بها المقيمون به.
وهدم الرئيس صفّي الدين طارق بن علي بن محمّـد البالسي رئيس حلب ، المعروف بابن الطُرَيْـرة ، بابه الذي بناه سيف الدولة ، ورفعه وحسّنه.
ولمّا مات الرئيس ولي الدين أبو القاسم بن علي رئيس حلب ـ وهو
____________
(١) أي : سنة ٣٥١ هـ.