ابن أخي المقدّم ذكرهـدفن إلى جانب المصنع ، ونقض باب المصنع الذي عليه اسم قسيم الدولة ، وبُني وكُتب عليه اسمه ، وذلك في سنة ثلاث عشرة وسـتّمائة.
ثمّ في أيّام ملك الظاهر غياث الدين غازي بن صلاح الدين يوسف وقع الحائط القبلي ، فأمر ببنائه.
ثمّ في أيّام الملك الناصر يوسف بن الملك العزيز محمّـد بن الملك الظاهر وقع الحائط الشمالي ، فأمر ببنائه ، وعمل الروشن الدائر بقاعة الصحن.
ولمّا ملك التتر مدينة حلب قصدوا هذا المشهد ، ونهبوا ما كان فيه من الأواني الفضّة والبُسُط ، وأخرجوا الضريح والجدار ونقضوا أبوابه.
فلمّا ملك السلطان الملك الظاهر حلب أمر بإصلاح المشهد ورمّه ، وعمل بابه ، وجعل فيه إمام وقيـم ومـؤذّن (١)».
وهناك مشهد آخر قرب مشهد الدكّة ، وهو المكان الذي كان رأس الإمام الحسين عليه السلام قد وضع فيه ، وهو من أماكن الزيارة الأُخرى للشيعة في هذه المدينة.
ولابن أبي طيّ بهذا الخصوص أُموراً ، أوردها ابن شـداد نقلاً عنه :
ومنها مشـهد الحسـين ، وهو في سفح جبل جَوْشَنْ ، وكان السبب في إنشائه ما حكاه يحيى بن أبي طيّ في تاريخـه : إنّ رجلاً راعياً يسمّى عبـدالله يسكن في درب المغاربة ، وكان يخرج كلّ يوم لرعي الغنم ، فنام في يوم الخميس العشرين من ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة
____________
(١) الأعلاق الخطيرة ١ ـ ق ١ ـ / ٤٨ ـ ٥٠.