المذكـور إذناً في إنشاء حـرم إلى جانـبه ، فيه بيوت يأوى إليها من انقطع إلى هذا المشهد ، فأذن له ، فشرع في بنائه ، واستولت التتر على حلب قبل أن يتـم (١).
وقد نقل ابن شحنة (ت ٨٩٠ هـ) هذه المواضيع نفسها عن ابن شدّاد ، ثمّ كتبـ بعد أن أوضح بأنّ ما ذكر من أُمور لا بُدّ أن يخصّ المكان الذي يعرف الآن بمشهد الحسين عليه السلام ـ : وهو الآن إلى الخراب أقرب في هذه الأيّام (٢)….
من الجدير بالذكر إنّ الشيخ إبراهيم نصر الله ، القيّم الحالي لمشهد رأس الحسين عليه السلام ، والذي قام بأعمال كثيرة لصيانة وإعمار المشهد ، قد ألّف كتاباً بعنوان آثار آل محمّد في حلب (٣) ، جمع فيه أكثر الكتابات الموجودة والمتبقيّة الخاصّة بالمشهدين ، مشهد المحسن ، ومشهد رأس الإمام الحسين عليه السلام ، ولا حاجة لتكراره هنا.
ذكر ابن شدّاد أمراً آخر أيضاً ، يستدلّ منه على نفوذ الشيعة في هذه
____________
(١) الأعلاق الخطيرة ١ ـ ق ١ ـ / ٥٠ ـ ٥٢ ؛ وموضع انتهاء عبارة ابن أبي طيّ ليس واضحاً ؛ إذ من المسلّم أنّ هجوم المغول على حلب حدث بعد هذا التاريخ بسنين ، فلا يمكن أن يكون التعرّض له مرتبطاً بابن أبي طيّ ، المتوفّى سنة ٦٣٠ هـ ..
وكذلك نقل ابن شدّاد ـ قبل عدّة أسطر ـ امراً عن جدّه ، من المحتمل أنّه نقله عن ابن أبي طيّ نفسه ؛ فقد يكون ذكر ما يتعلّق بدَوْر جدّ ابن شدّاد في بناء مشهد رأس الإمام الحسين عليه السلام ج ، وأدرجه ابن شدّاد ضمن عبارة تضمّنت ذكر قرابته منه ..
وعلى أيّ حال ، فإنّ اسم ابن أبي طيّ قد ورد في أوّل العبارة بشكل صريح.
(٢) الدرّ المنتخب في تاريخ مملكة حلب : ٨٧ ؛ ومع الاستغراب ، جاء استمراراً لهذا النقل ما نصّه : وأمّا المشهد المعروف الآن بمشهد الحسين فعامرٌ آهلٌ مسكون ، وبه قرّاء وأرباب وظائف ، بعضها في يدنا.
(٣) صدر في حلب سنة ١٤١٥ هـ.