فهذا حسين المعلّم البصري ، من رجال الصحاح الستّة ، ذكره العقيلي في كتاب الضعفاء وقال : هو مضطرب الحديث. فتعقّبه الذهبي قائلاً : «الرجل ثقة ، وقد احتجّ به صاحبا الصحيحين ، ومات في حدود سـنة ١٥٠ ، وذكر له العقيلي حديثاً واحداً تفرّد بوصله ، وغيرُه من الحفّاظ أرسله ، فكان ماذا؟! فليس من شرط الثقة أن لا يغلط أبداً ، فقد غلط شعبة ومالك ، وناهيك بهما ثقةً ونبلاً» (١).
وقال الذهبي ـ في مقام الدفاع عن ابن أبي داود ، في كلامٍ له على حديث الطير ـ : «وقد أخطأ ابن أبي داود في عبارته وقوله ، وله على خطئه أجـر واحـد ، وليس من شرط الثقة أن لا يخطئ ولا يغلط ولا يسهو ، والرجل فمن كبار علماء الإسلام ومن أوثق الحفّاظ» (٢).
وننتقل الآن إلى آرائهم في أصحاب المذاهب من رجال الحديث :
آراؤهم في أصحاب المذاهب
من رجال الحديث
* حكم أحاديث غير أهل السُـنة :
والذي يظهر من كلماتهم هو أنّهم يقسّمون الرجال إلى «أهل السُـنة» و«أهل البدعة» .. فمن لم يكن من أهل السُـنة فهو مبتدع ، وأهل السُـنة يؤخذ بحديثهم ، ويترك حديث أهل البدعة.
____________
(١) سير أعلام النبلاء ٦ / ٣٤٥ رقم ١٤٧.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٣٣.