وإنْ رووها وقبلوها خافوا من رواج تلك المذاهب وتقوّي أتباعها ...
وأيضاً : ففي رواة كتابَي البخاري ومسلم من أهل البدع كثيرون ، فإذا سقط الاحتجاج بأخبارهم سقط الكتابان عن الصحّة المزعومة لهما ..
* المنتحلون المذاهب من الرواة في الصحاح :
فقد جاء بترجمة «عمر بن ذرّ» ـ وهو من رجال البخاري وأبي داود والترمذي والنسائي ، والموصوف بالإمام الزاهد العابد ، وكان رأساً في الإرجـاء ـ ، عـن علي بـن المـدينـي ، قـال : «قل ت ليحيـى القطّـان : إنّ عبـد الرحمن قال : أنا أترك من أهل الحديث كلّ رأسٍ في بدعةٍ ؛ فضحك يحيى وقال : كيف تصنع بقتادة؟! كيف تصنع بعمر بن ذرّ؟! كيف تصنع بابن أبي روّاد؟! وعدَّ يحيى قوماً أمسكت عن ذِكرهم ، ثمّ قال يحيى : إنْ تَرَكَ هذا الضرب تَرَكَ حديثاً كثيراً» (١).
وبترجمة «عبـدالله بن أبي نجيح» ـ وهو من رجال الصحاح السـتّة ـ «قال البخاري : كان يُتّـهم بالاعتزال والقدر ، وقال ابن المديني : كان يرى الاعتزال ، وقال أحمد : أفسدوه بأخرة وكان جالسَ عمرو بن عبيد ، وقال علي : سمعت يحيى بن سعيد يقول : كان ابن أبي نجيح من رؤوس الدعاة» (٢).
وبترجمة «شبابة بن سوار» ـ من رجال الصحاح الستّة ـ «قال أحمد : كان داعيةً إلى الإرجاء» (٣).
____________
(١) سير أعلام النبلاء ٦ / ٣٨٧.
(٢) سير أعلام النبلاء ٦ / ١٢٦.
(٣) سير أعلام النبلاء ٩ / ٥١٤.