وجه الاَرض ، يتمتّع بحياته بين الناس ، وهو مح ـ جوب عن معرفتهم له ، إلى أن يأذن الله له بالظهور.
فالشيعة إذا زاروا مرقد الهادي والعسكري عليهما السلام في سرّ من رأى قصدوا السرداب المذكور ، ليلاً أو نهاراً ، لاَجل بركته بتلك المزية المذكورة ، فيصلّون فيه ، ويدعون الله بالفرج وظهور المهديّ ، على جاري عادتهم من اغتنام الدعاء في مظانّ الاِجابة من الاَزمنة الشريفة والاَماكن المباركة.
ولا ينبغي للكاتبـ في مثل هذا العصرـان يبدي قيمة أمانته ومعارفه بمثل هذه التواريخ الكاذبة المتهافتة السخيفة!
ولا عذر له في ذلك ، وإنْ سبقه فيه بعض المصنّفين في الملل والنحل من بعض ذوي الشهرة! (١).
وإنْ كانت لاَحدٍ مناقشة في معارف دين الاِسلام ، أو في أمر المهديّ ، فَليبْدِ للحقّ صفحته ؛ لنورد عليه أدلّتنا من المعقول والمنقول ، والله المعين ، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
وفي شأن الاعتقاد بأمر المهديّ وظهوره ، يقول الكاتب المذكور ـ في بعض كلامه المشار إليهـ : «وكان لهذه العقيدة نتيجة سـيـئة في الاَُمم الاِسلامية ، إذ ساغ لكثير من الدجّالين أو المعتوهين أن يدّعوا أنّهم ذلك المهديّ المختبىَ».
مهلاً أيّها الكاتب! فإنّ أمثال هذه النتيجة جرت في أمر الاِلهيّـة ، حيث ادّعاها البشر الناقصون أو ادُّعيت لهم ..
____________
(١) انظر : الفصل في الملل والاَهواء والنحل ٣ / ١١٤ ، منهاج السُـنّة ١ / ٤٤ ـ ٤٥.