على مذاهبهم»!!
كما يفهم ذلك أيضاً من قول الذهبي بترجمة «محمّـد بن فضيل بن غزوان الكوفي» ـ وهو من رجال الصحاح السـتّة ـ : «على تشيّع كان فيه» ، فإنّه وإنْ حاول جعل تشيّعه على حدّ تكلّمه في من حارب أو نازع الأمر عليّـا ، إلاّ أنّه روى عن يحيى الحماني : «سمعت فضيلاً ـ او حُدّثت عنه ـ قال : ضربت ابني البارحة إلى الصباح أنْ يترحّم على عثمان ، فأبى عليَّ» (١).
بل لقد وصفوا «تليد بن سليمان» ـ وهو من مشايخ أحمد ومن رجال الترمذي ـ بالتشيّع ـ كما عن أحمد بن حنبل وغيره ـ مع أنّه «كان يشتم عثمان» و«يشتم أبا بكر وعمر» (٢).
وسيأتي مزيد من الكلام عن هذا الموضوع ...
الرفض في اصطلاح القوم :
لقد تبـين من خلال ما تقدّم : أنّ حقيقة التشـيع ليس مجرّد محبّة عليٍّ عليه السلام ، أو مجرّد التكلّم في من حاربه كمعاوية وطلحة والزبير وغيرهم ، أو مجرّد التكلّم في عثمان .. بل التشيّع تقديم عليٍّ عليه السلام على جميع الصحابة ، والقول بإمامته بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مباشرةً ، ورفض إمامة من تقدّم عليه ، ولذا وصفوا مثل «أبي الطفيل» الصحابي الجليل بـ : «الرفض» ، كما في كتاب المعارف (٣).
لكن القوم اتّخذوا ـ في علم الرجال والحديث ـ مصطلح «الرفض»
____________
(١) سير أعلام النبلاء ٩ / ١٧٤.
(٢) تاريخ بغداد ٧ / ١٣٨.
(٣) المعارف : ٦٢٤ ، «أسماء الغالية من الرافضة».