وقال تعالى مخاطباً نبيّه : (فآت ذا القربى حقّه) .. كما خصّهم بالذِكر في الأمر بالمودّة ، وجعله أجراً لكلّ الرسالة والدين وعدلاً لمجموع الإسلام الحنيف حين قال تعالى : (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى ..).
وقال : (قل ما أسألكم عليه من أجرٍ إلاّ من شاء أن يتّخذ إلى ربـه سبيلاً ...) (١).
وقال : (قل ما سألتكم من أجرٍ فهو لكم) (٢) ..
فبيّن تعالى أنّ مودّة وولاية ذوي القربى هي السبيل إليه تعالى ، وهي لنفع جميع المسلمين وصلاحهم وكمالهم .. فلم يدرجهم تعالى مع سائر المهاجرين والأنصار مع إنّ ذوي القربى هم أوّل الناس هجرة إلى الله ورسوله وأوّلهم نصرة وطاعة ونصحاً وصبراً.
وقال عليه السلام في الخطبة المعروفة بعد النهروان :
«أمّا بعد .. أيّها الناس! أنا الذي فقأت عين الفتنة ، شرقيّها وغربيّها ، ومنافقها ومارقها ، ولم يكن ليجترئ عليها أحد غيري ، بعد أن ماج غيهبها ، واشتدّ كلَبها.
وأيم الله ، لو لم أَكُ فيكم لَما قوتل أصحاب الجمل الناكثون ، ولا أهل صِفّين القاسطون ، ولا أهل النهروان المارقون ...
إنّ قريشاً طلبت السعادة فشقيتْ ، وطلبت النجاة فهلكتْ ، وطلبت الهداية فضلّتْ.
____________
(١) سورة الفرقان ٢٥ : ٥٧.
(٢) سورة سبأ ٣٤ : ٤٧.