واضحة ، والمنار منصوبة ، فأين يُتاه بكم؟!
بل كيف تعمهون وبينكم عترة نبيّكم ، وهم أزمّة الحقّ ، وأعلام الدين ، وألسنة الصدق؟! فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن ، وردوهم ورود الهيم العطاش.
ألا وإنّ من أعجب العجائب أنّ معاوية بن أبي سفيان الأُموي ، وعمرو بن العاص السهمي ، أصبحا يحرّضان الناس على طلب الدين بزعمهما!!
والله لقـد علم المستحفَظون من أصحاب رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّي لم أردّ على الله سبحانه ولا على رسوله ساعة قطّ ، ولم أعصه في أمر قطّ ، ولقد بذلت في طاعته صلوات الله عليه جهدي ، وجاهدت أعداءه بكلّ طاقتي ، ولقـد واسـيته بنفسـي فـي المواطن التي تنكص فيها الأبطال ، وترتعد فيها الفرائص ، وتتأخّـر فيها الأقـدام ، نجـدةً أكرمنـي الله بها وله الحمد.
ولقد أفضى إليّ من علمه ما لم يفضِ إلى أحد غيري ، فجعلت أتْبع مأخذ رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأطأ ذكره حتّى انتهيت إلى العرج ، ولقد قُبض رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإنّ رأسه لعلى صدري ، ولقد سالت نفسه في كفّي فأمررتها على وجهي ، ولقد وليت غسله صلى الله عليه وآله وسلم وحدي والملائكة المقرّبون أعواني ، فضجّت الدار والأفنية ، ملأ يهبط وملأ يعرج ، وما فارقت سمعي هينمة منهم يصلّون عليه ، حتّى واريناه في ضريحه ، فمن ذا أحقّ به منّي حيّاً وميّتاً؟!
وأيم الله ما اختلفت أُمّة قطّ بعد نبيّها إلاّ ظهر أهل باطلها على أهل