وقـال عليه السلام : «إنّـه لا يقاس بآل محمّـد صلى الله عليه وآله وسلم من هذه الأُمّة أحد ، ولا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً ، هم أطول الناس أغراساً ، وأفضل الناس أنفاساً ، هم أساس الدين ، وعماد اليقين ، إليهم يفيء الغالي ، وبهم يلحق التالي ، ولهم خصائص حقّ الولاية ، وفيهم الوصية والوراثة ، وحجّة الله عليكم في حجّة الوداع يوم غدير خمّ ، وبذي الحُليفة ، وبعده المقام الثالث بأحجار الزيت.
تلك فرائض ضيّعتموها ، وحرمات انتهكتموها ، ولو سلّمتم الأمر لأهله سلمتم ، ولو أبصرتم باب الهدى رشدتم ـ الى أن يقول : ـ يا أيّها الناس! اعرفوا فضل من فضّل الله ، واختاروا حيث اختار الله ، واعلموا أنّ الله قد فضّلنا أهل البيت بمنّه حيث يقول : (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهـيراً) (١) ، فـقد طهّرنا الله من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ومن كلّ دنيّة وكلّ رجاسة ، فنحن على منهاج الحقّ ، ومن خالفنا فعلى منهاج الباطل ...
وعندنا أهل البيت معاقل العلم ، وأبواب الحُكم ، وأنوار الظُلَم ، وضياء الأمر ، وفصل الخطاب ، فمن أحبّنا ينفعه إيمانه ، ويُتقبّل منه عمله ، ومن لا يحبّنا أهل البيت لا ينفعه إيمانه ، ولا يُتقبّل عمله وإنْ دأب في الليل والنهار قائماً صائماً.
والله لئن خالفتم أهل بيت نبيّـكم لتخالفنّ الحقّ ، ولقد علم المستحفَظون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : إنّي وأهل بيتي مطهّرون ، فلا تسبقوهم فتضلّوا ، ولا تخالفوهم فتجهلوا ، ولا تتخلّفوا عنهم
____________
(١) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٣.