وفيه : إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يعرض عن ذلك ، بل كانت النصـوص بعده متوالية ومتواترة ، يؤيّد بعضها بعضاً ، ولو فرض أنّ لا نصّ بعده أصـلاً ، فمن أين علم إعراض النبيّ عن مفاده ، وعدوله عن مؤدّاه؟! (إن يتبعون إلاّ الظنّ وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربّهم الهدى) (١) ، والسلام».
أقـول :
يقع الكلام في هذا المقام في جهات :
* الجهة الأُولى : في متن الحديث ورواته.
لقد روى الشيخ علي المتّقي الهندي هذا الحديث في كتاب كنز العمّال بعدّة ألفاظٍ ، عن جمعٍ كثيرٍ من أئمّة الحديث ، ونحن نورد هنا محلّ الحاجة ، ومن أراد النصوص الكاملة فليرجع إليه :
(٣٦٤٠٨) ـ «... عن عليٍّ ، قال : لمّا نزلت هذه الآية (وأنذر عشيرتك الأقربين) (٢) جمع النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم من أهل بيته ، فاجتمع ثلاثون ، فأكلوا وشربوا ، فقال لهم : من يضمن عنّي ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنّة ويكون خليـفتي في أهلي؟ وقال رجل : يا رسول الله! أنت كنت بحراً ، من يقوم بهذا؟! ثمّ قال الآخر. فعرض هذا على أهل بيته واحداً واحداً.
فقال عليّ : أنا.
____________
(١) سورة النجم ٥٣ : ٢٣.
(٢) سورة الشعراء ٢٦ : ٢١٤.