شـرع في الذكرى قبل شـروعه في الدروس ، كما هو واضح من كلامه في خطبة الدروس ..
قال : أمّا بعـد ، فإنّ علم الفقه لا يخفى شرفه وعلوّه ، ومقداره وسـموّه ، وعموم حاجة المكلّفين إليه ، وإقبال الخلائق عليه.
وقد صنّف علماء الأصحاب ـ رضي الله عنهم ـ فيه الكثير ، وخرج عنهم الجمّ الغفير ، المتّصل بأصحاب آية التطهير ، قصداً لعظيم الثواب في الآجل ، وجسيم الثناء في العاجل.
فلمّا انتهت النوبة إلينا أحببنا أن ننسج على منوالهم ، ونقتدي بهم في أقوالهم وأفعالهم ، فكتبنا في ذلك ما تيسّر من الذكرى والبيان ، وعزّزناهما بهذا المختصر للتبيان ؛ لاقتضاء الولدين الموفّقين إن شاء الله : أبي طالب محمّـد ، وأبي القاسم علي ، رفع الله عنهما الضير ، ووفّقهما والمؤمنين للخير ، وسمّيناه بـ : الدروس الشـرعية في فـقه الإمامية (١).
الثانية : إنّ هذا الكتاب يمثّل آخر نظريات الشهيد التي استقرّ عليها رأيه المبارك ..
فقول المحقّق الكركي : «وسمعنا كثيراً من بعض أشياخنا رحمهم الله أنّه رحمه الله كان يقول : خذوا عنّي ما في الدروس» شهادة في هذا الموضوع لها أهمّيتها ؛ لأنّه قريب من عصر الشهيد.
(١٦) ذكرى الشـيعة في أحكام الشـريعة :
للشهيد الأوّل ، محمّـد بن مكّي الجزيني العاملي (المستشهَد سنة ٧٨٦ هـ).
____________
(١) الدروس ١ / ٨٤.