٣ ـ الحديث من جملة الفضائل العشر المختصّة بأمير المؤمنين عليه السلام ، في الصحيح عن ابن عبّـاس ، وسيأتي الكلام حوله بالتفصيل.
* الجهة الثانية : في النظر في كلام ابن تيميّة.
والآن فلننظر في كلام ابن تيميّة حول هذا الحديث ، وهذا نصّـه :
«هذا الحديث ليس في شيء من كتب المسلمين التي يستفيدون منها علم النقل ، لا في الصحاح ولا في المسانيد والسُـنن والمغازي والتفسير التي يذكر فيها الإسناد الذي يُحتجّ به ، وإذا كان في بعض كتب التفسير التي ينقل منها الصحيح والضعيف ، مثل تفسير الثعلبي والواحدي والبغوي بل وابن جرير وابن أبي حاتم ، لم يكن مجرّد رواية واحدٍ من هؤلاء دليلاً على صـحّته ...
(قال :) إنّ هذا الحديث كذب عند أهل المعرفة بالحديث ، فما من عالمٍ يعرف الحديث إلاّ وهو يعلم أنّه كذب موضوع ، ولهذا لم يرْوه أحد منهم في الكتب التي يرجع إليها في المنقولات ، لأنّ أدنى من له معرفة بالحديث يعلم أنّ هذا كذب ...
(قال :) وقد رواه ابن جرير والبغوي بإسنادٍ فيه عبـد الغفّار بن القاسم ابن فهد أبو مريم الكوفي ، وهو مجمع على تركه ... ورواه ابن أبي حاتم ، وفي إسناده عبـد الله بن عبـد القدّوس ، وهو ليس بثقة ...
(قال :) إن بني عبـد المطّلب لم يبلغوا أربعين رجلاً حين نزلت هذه الآية ...
(قال :) ليس بنو هاشـم معروفـين بمـثل هـذه الكثـرة فـي الأكـل ، ولا عرف فيهم من كان يأكل جذعةً ، ولا يشرب فرقاً ...