وهو تابع فيه لابن مالك ، وقد ذكر في شرحه : أنّه يخرج بالإطلاق «ما عدا العلم من المعارف ، فإنّ تعيينها لمسمّياتها تعيينٌ مقيّد ، ألا ترى أنّ ذا الألفِ واللام مثلاً إنّما يعيّن مسمّاه ما دامت فيه أل ، فإذا فارقته فارقه التعيـين ، ونحو : هذا ، إنّما يعيّـنُ ما دام حاضراً» (١) ، «وكقولك : غلامي ؛ فإنّه يعيّن مسـمّاه بقـيد الإضافـة ، بخلاف العَلم ؛ فإنّه يعيّن مسمّاه بغير قيد ، ولذلك لا يختلف التعبير عن الشخص المسمّى زيداً بحضور ولا غيبةٍ ، بخلاف التعبير عنه بأنتَ وهو» (٢).
ثالثها : العَلم هو : «الاسم الذي عُلّقَ في أوّل أحواله على شيءٍ بعينه ، محظوراً استعماله في ما أشبه مسمّاه ... وقولنا : (الذي عُلّقَ على شـيءٍ بعينه) فصـل أخـرج النكرات ، وقولنا : (فـي أوّلِ أحوالـه) أخـرجَ ذو الأداةِ كالرجلِ ، والإضافةِ كغلام زيدٍ ، وقولنا : (محظوراً ... إلى آخره) فصلٌ ثانٍ مخرج للضمير والإشارة» (٣).
وحدّه السيوطي (ت ٩١١ هـ) بأنّه : «ما وضع لمعيّنٍ لا يتناول غيره» (٤) ..
وتابعه عليه جمال الدين الفاكهي (ت ٩٧٢ هـ) (٥).
____________
(١) أوضح المسالك إلى ألفيّة ابن مالك ، ابن هشام ، تحقيق محيي الدين عبـد الحميد ١ / ٨٨.
(٢) شرح شذور الذهب : ١٣٨.
(٣) شرح اللمحة البدرية في علم العربية ، ابن هشام ، تحقيق هادي نهر ١ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤.
(٤) همع الهوامع شرح جمع الجوامع ، جلال الدين السيوطي ، تحقيق عبـد السلام هارون وعبـد العال مكرم ١ / ٢٤٣.
(٥) شرح الحدود النحوية ، جمال الدين الفاكهي ، تحقيق محمّـد الطيّب الإبراهيم : ١١٢.