ذكر التوّابين وطلبهم بثأر الحسـين عليه السلام
لمّا قُتل الحسين عليه السلام ندم مَن بالكوفة من الشيعة على تركهم نصرته ، وتلاوموا فيما بينهم ، ورأوا أن قد أخطأوا خطأ كبيراً ، وأنّه لا يكفّر عنهم الذنب ويغسل العار غير الطلب بثأره.
وكان من جملة من تداخله الندم على ذلك عبيد الله بن الحرّ الجعفي (١) ، وكان حين مجيء الحسين عليه السلام إلى العراق خارج الكوفة في موضع يقال له : «قصر بني مقاتل» ، فندبه الحسين عليه السلام إلى الخروج معه فلم يفعل (٢) ، ثمّ ندم بعد قتل الحسين عليه السلام ، وجعل يقول :
فَيالَكِ حَسْرةً ما دُمتُ حَياً |
|
تَـرَدَّدُ بَيْـنَ حَلْقـي (٣) والتَراقي |
حُسَـيْنٌ حينَ يَطْلُبُ بَذْلَ نَصْري |
|
على أهلِ الضَلالَةِ والنِفاقِ |
____________
(١) هو : عبيد الله بن الحـرّ بن المجمّع ـ أو عمرو ـ الجعفي ، قال عنه النجاشي ـ في رجالـه : ٩ رقـم ٦ ـ : الفارس الفاتك ، الشاعـر ، له نسـخة يرويها عن أمير المؤمنـين عليه السلام.
(٢) روى الصدوق في الأمالي : ٢١٩ : إنّ الحسين عليه السلام لمّا نزل القُطْقُطانة حين مسيره إلى الكوفة دعا عبيد الله بن الحرّ الجعفي إلى نصرته ، فامتنع عبيد الله عن الإجابة! وقدّم للحسـين عليه السلام فرسه ، فقال الحسين عليه السلام : لا حاجة لنا فيك ولا في فرسك ، (وما كنتُ متّخذَ المضلّينَ عَضُـداً). [سورة الكهف ١٨ : ٥١].
غير إنّ المفيد في الإرشاد ٢ / ٨١ أورد ذلك بلفظ آخر ، وذكر أنّ ما جرى بينه وبين الإمام كان في قصر بني مقاتل.
وانظر أيضاً : وقعة الطفّ : ١٧٦ و ٢٧٦ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٢٨٧ ـ حوادث سنة ٦٨ هـ ـ تاريخ الطبري ٦ / ١٢٨ ـ حوادث سنة ٦٨ هـ ـ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ١٤٨ ـ ١٥٠ ، رغبة الآمل ٨ / ٤٢ ، الأعلام ٤ / ١٩٢.
(٣) في ذوب النضار : صـدري.