ودمه ، إذ جعل يستصرخ ويسأل النصف فلا يُعطى ، اتّخذه الفاسقون غرضاً للنبل ، ودريئة للرماح.
ألا انهضوا فقد سخط عليكم ربّكم ، ولا ترجعوا إلى الحلائل والأبناء حتّى يرضى الله ، والله ما أظنّه راضياً دون أن تناجزوا مَن قتله ، ألا لا تهابوا الموت ، فما هابه أحد قطّ إلاّ ذلّ ، وكونوا كبني إسرائيل إذ قال لهم نبيّهم : (إنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أنْفُسَكُمْ باتّخاذِكُمُ العِجْلَ فتوبوا إلى بارِئِكُمْ فاقْتُلوا أنْفُسَكُمْ) (١) ، ففعلوا.
ثمّ قال : أحدّوا السيوف ، وركّبوا الأسـنّة ، وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل حتّى تدعوا الناس وتستفزّوهم.
فقال خالد بن سعد بن نفيل (٢) : أمّا أنا فوالله لو أعلم أنّه ينجيني من ذنبي ويرضي ربّي عنّي قتل نفسي لقتلتها ، وأنا أُشهد كلّ من حضر أنّ كلّ ما أملكه سـوى سلاحـي صـدقة على المسلمين أُقوّيـهم به على قتال الفاسـقين.
وقال غيره مثل ذلك.
فقال لهم سليمان بن صرد : كلّ من أراد المعونة بشيء من ماله فليأت به إلى عبـد الله بن وأل ، فإذا اجتمع ذلك عنده جهّزنا به الفقراء من أصحابنا (٣).
____________
(١) سورة البقرة ٢ : ٥٤.
(٢) في الأصل : خالد بن نفيل ؛ وهو : خالد بن سعد بن نفيل الأزدي ـ أزد شنوءة ـ ، أخو عبـد الله بن سعد بن نفيل أحد رؤساء الشيعة في الكوفة ، المتقدّم ذكره آنفاً.
انظر ترجمته في : أعيان الشيعة ٦ / ٢٨٧.
(٣) الكامل في التاريخ ٤ / ١٦١.