وكتب سليمان بن صرد إلى سـعد بن حذيفة بن اليمان ومن معه من الشيعة بالمدائن كتاباً مع عبـد الله بن مالك الطائي يعلمه بما عزموا عليه ، ويدعوهم إلى مساعدته.
فقرأ سـعد كتابه على الشيعة الّذين بالمدائن ، فأجابوا إلى ذلك ، فكتب سعد إلى سليمان يعلمه بعزمهم ، فقرأ سليمان كتاب حذيفة على أصحابه ، فسـرّوا بذلك (١).
وكتب سليمان أيضاً إلى المثنّى بن مُخَرِّبَة (٢) العبدي بالبصرة بمثل ذلك ، وبعث الكتاب مع ظَبيان بن عُمارة التميمي من بني سـعد.
فكتب إليه المثنّى الجواب يقول :
أمّا بعد ..
فقد قرأت كتابك ، وأقرأته إخوانك ، فحمدوا رأيك ، واستجابوا لك ، ونحن موافوك إن شاء الله تعالى للأجل الذي ضربت. والسلام.
وكتب في أسفل الكتاب :
تَبَصَّرْ كأنّي قَدْ أتَيْتُكَ مُعْلِماً |
|
على أتْلِعِ الهادي (٣) أجَشَّ هَزيمِ |
____________
(١) ذوب النضار : ٧٥ ـ ٧٦.
(٢) كذا في ذوب النضار ـ وهو الصحيح ـ وفي الأصـل : مخزمـة ، وقد ضبطه في الجمهرة : مَخْرَبة ؛ وهو من أشراف البصـرة وشجعانها ، كان من رجال عليّ عليه السلام.
انظر : جمهرة أنساب العرب : ٢٩٩ ، الأعلام ٥ / ٢٧٦.
(٣) الهادي : العنق. (منه).
الهوادي : أوّل رعيل من الخيل. ويقال : جششت الشيء ، أي : دققته وكسّرته ، وفرس أجشّ الصـوت ، أي : غليظه. والهزيـم : بمعنى الهازم ، وهزيم الرعـد : صـوته.