طَويلِ القَرا نَهْدٍ أشَـقّ (١) مُقَلِّصٍ |
|
مُلِحٍّ على قاري (٢) اللِجامِ رَؤُومِ |
بِكُلِّ فَتىً لا يَمْلأُ الـرَوْعُ قَلْبَهُ (٣) |
|
مِحَشٌّ (٤) لِنارِ الحَرْبِ غَيْرِ سَـؤُومِ |
أخِي ثِقَةٍ يَنْوِي (٥) الإلهَ بِسَعْيِهِ |
|
ضَـرُوبٍ بِنَصْلِ السَيْفِ غَيْرِ أثِيمِ (٦) |
[الطويل]
وكان ابتداء تحرّك الشيعة للأخذ بثأر الحسين عليه السلام فيالسنة التي قتل فيها الحسين عليه السلام ، وهي سنة إحدى وستّين من الهجرة ، فما زالوا يستعدّون للحرب ، ويجمعون السلاح ، ويدعون الناس في السـرّ إلى الطلب بدم الحسين عليه السلام إلى أن هلك يزيد بن معاوية في سنة أربع وستّين ، وكان بين قتل الحسين عليه السلام وموت يزيد ثلاث سنين وشهران وأربعة أيّام (٧).
فلمّا مات يزيد جاء أصحاب سليمان بن صـرد إليه ، وقالوا له : قد هلك هـذا الطاغـية وأمـر بنـي أُميّة ضعيف ، فدعنا نظهر الطلب بدم الحسـين عليه السلام ، ونقتل قاتليه ، وندعو الناس إلى أهل هذا البيت المستأثر
____________
(١) أحـقّ ـ خ ل ـ ، نهد الشواء ـ خ ل ـ ، وفي تاريخ الطبري : نهد الشواة. وفرس أشـقّ : طويل ، والقَرا : الظهر ، وفرس نهد : أي جسيم مشرف ، ومقلّص : أي مشرف مشمّر طويل القوائم.
(٢) فأس ـ خ ل ـ ، وفي تاريخ الطبري : مُلِحٍّ على فَأْسِ اللِجامِ أزُومِ. ولعلّ معنى قوله : «قاري اللجام» جاذبه ومانعه عن الجري إلى العدوّ. والرؤوم : المحبّ ، والمعنى محبّ الحرب الحريص عليها.
(٣) الدِرْعُ نَحْرَهُ ـ خ ل ـ ؛ أي : أتيتك مع كلّ فتىً لا يحتاج لبس الدرع ؛ لشجاعته.
(٤) يقال : حششت النار : أي أوقدتها ، والمحشّ : ما تحرّك به النار من حديد ، ومنه قيل للرجل الشجاع : نعم محشّ الكتيبة. وفي تاريخ الطبري : مُحِسٍّ لِعَضِّ الحَرْبِ غَيْرِ سَـؤُومِ.
(٥) في ذوب النضار : يَبْغي.
(٦) تاريخ الطبري ٥ / ٥٥٨ ، الكامل في التاريخ ٤ / ١٦١ ـ ١٦٢ ، ذوب النضار : عليه السلام صلى الله عليه وآله وسلم.
(٧) ذوب النضار : ٧٧.