عليهم ، المدفوعين عن حقّهم.
فقال لهم سليمان : لا تعجلوا ، إنّي نظرت في ما ذكرتم فوجدت قتلة الحسين عليه السلام هـم أشـراف الكوفـة وفرسان العـرب ، ومتى علموا مرادكـم كانوا أشـدّ الناس عليكم ، ونظرت في من تبعني منكم فوجدتهم قليلـين ، فلو خرجوا لم يدركوا ثأرهم ، ولم يشفوا نفوسهم ، وقتلوا ، ولكنّ الرأي أن تبثّوا دعاتكم في الناس ، وتنتظروا حتّى يكثر جمعكم ، ففعلوا ما أشار به ، واتّبعهم ناس كثير بعد هلاك يزيد أضعاف من كان اتّبعهم قبل ذلك (١).
وقال عبـد الله بن الأحمر (٢) يحرّض على الخروج والقتال :
صَحَوْتُ وَوَدَّعْتُ الصِبا والغَوانِيا |
|
وقُلْتُ لأصْحابي أجيبوا المُنادِيا |
وقولوا لَهُ إذْ قامَ يَدْعو إلى الهُدى |
|
وقَبلَ الدُعا لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ داعِيا |
ألا وانْعَ خَيْرَ الناسِ جَدّاً ووالِـداً |
|
حُسَيْناً لأهْلِ الدين إنْ كُنْتَ ناعِيا |
لِيَبْكِ حُسَيْناً مُرَمَّلٌ ذُو خَصـاصَةٍ |
|
عديمٌ وآيـامٌ تَشَكّي المَوالِيا |
فَأضْحى حُسَيْنٌ لِلرِمـاحِ دَريئـَةً |
|
وغُودِرَ مَسْلُوباً لَدَى الطَفِّ ثاوِيا |
فَيالَيْتَني إذْ ذاكَ كُنْـتُ شَهِدْتهُ |
|
فَضارَبْتُ عَنْهُ الشانِئينَ الأعادِيا |
سَقَى اللهُ قَبْراً ضُمِّنَ المَجْدُ والتُقى |
|
بِغَرْبِيَّةِ الطَفِّ الغَمامَ الغَوادِيا |
فَيا أُمَّةً تاهَتْ وضَلَّتْ سَفاهَةً |
|
أنيبوا فأرْضُوا الواحِدَ المُتَعالِيا (٣) |
[الطويل]
وأمّا عبيد الله بن زياد فإنّه كان عند موت يزيد والياً على البصرة ، وكان عمرو بن حريث والياً على الكوفة بالنيابة عن ابن زياد ، فجاء الخبر
____________
(١) تاريخ الطبري ٥ / ٥٥٨ ـ ٥٥٩ ، الكامل في التاريخ ٤ / ١٦٢ ـ ١٦٣.
(٢) عبـد الله بن عوف بن الأحمر الأزدي ؛ انظر : مستدركات أعيان الشيعة ٢ / ١٦٣.
(٣) مروج الذهب ٣ / ٩٣.