إلى ابن زياد بالبصرة بموت يزيد ، واختلاف الناس بالشام ، فجمع الناس وأخبرهم بموت يزيد ، وجعل يذمّه ، وطلب منهم أن يبايعوا رجلاً يقوم بأمرهـم ، فبايـعوه ، ثمّ انصرفوا ومسحوا أيديهم بالحيطان ، وقالوا : أيظنّ ابن مرجانة أنّنا ننقاد له في جميع الأوقات؟!
وأرسل ابن زياد رسولين إلى أهل الكوفة يدعوهم إلى البيعة ، فقام يزيد بن رويم ، فقال : الحمد لله الذي أراحنا من ابن سميّة ، أنحن نبايعه؟! لا ، ولا كرامة ، لا حاجة لنا في بني أُميّة ، ولا في إمارة ابن مرجانة ..
ومرجانة أُمّ عبيد الله ، وسميّة أُمّ زياد ؛ وحصّب الرسولين ـ أي رماهما بالحصا ـ فحصّبهما الناس ، فرجع الرسولان إلى ابن زياد وأخبراه بذلك.
فقال أهل البصرة : أيخلعه أهل الكوفة ونولّيه نحن؟! فضعف سلطانه عندهم ، وخاف على نفسه ، فاستجار ببعض رؤساء البصرة ، ثمّ هرب إلى الشام (١).
ثمّ إنّ أهل الكوفة طردوا عمرو بن حريث عامل ابن زياد عنهم ، وأرادوا أن ينصبوا لهم أميراً إلى أن ينظروا في أمرهم ، فأشار بعضهم بعمر ابن سـعد قاتل الحسين عليه السلام ، فأقبلت نساء من همدان وغيرهم (٢) حتّى دخلن المسجد الجامع صارخات باكيات معولات يندبن الحسين عليه السلام ، ويقلن :
أما يرضى عمر بن سعد بقتل الحسين عليه السلام حتّى أراد أن يكون أميراً علينا على الكوفة؟! فبكى الناس ، وأعرضوا عن عمر ، وكان الفضل في
____________
(١) الكامل في التاريخ ٤ / ١٣٢.
(٢) في بعض المصادر : وغيرهنّ.