ذلك لنساء همدان.
وهمدان هم الّذين يقول فيهم أمير المؤمنين عليّ عليه السلام :
فَلَوْ كُنْتُ بَوَّاباً عَلى بَابِ جَنَّةٍ |
|
لَقُلْتُ لِهَمْدانَ ادْخُلوا بسَلامِ (١) |
[الطويل]
ثمّ إنّ أهل الكوفة بايعوا لابن الزبير ، وأرسل إليهم ابن الزبير والياً من قبله على الكوفة يسمّى «عبـد الله بن يزيد الأنصاري» ، وأرسل معه إبراهيم ابن محمّـد بن طلحة الصحابي أميراً على الخراج ، فوصلا إلى الكوفة لثمان بقين من شهر رمضان سنة أربع وسـتّين (٢) ، وسليمان وأصحابه يدعون الناس للأخذ بثأر الحسين عليه السلام.
وكان عبـد الله بن الزبير دعا الناس إلى نفسه في حياة يزيد ، وأظهر الطلب بثأر الحسين عليه السلام ، وكذلك أهل المدينة كانوا قد خلعوا طاعة يزيد ، فأرسل إليهم يزيد جيشاً فحاربهم وغلبهم ، واستباح المدينة ثلاثة أيّام ، وهي وقعة الحرّة المشهورة ، وكان أمير الجيش مسلم بن عقبة المرّي.
ثمّ توجّه الجيش إلى مكّة لحرب ابن الزبير ، فمات مسلم بن عقبة في الطريق واستخلف على الجيش الحصين بن نمير ، فلمّا هلك يزيد كان الحصين في عسكر الشام يحاصرون ابن الزبير بمكّة ، فلمّا علموا بموت يزيد رجعوا إلى المدينة ، واجترأ عليهم أهل المدينة وأهانوهم.
ثمّ توجّهوا إلى الشام وخرج معهم بنو أُميّة الّذين كانوا بالمدينة ،
____________
(١) ديوان الإمام عليّ عليه السلام : ١١٤ ، تاريخ الطبري ٥ / ٥٢٤ ، مروج الذهب ٣ / ٨٥ ، الكامل في التاريخ ٤ / ١٤٣.
(٢) تاريخ الطبري ٥ / ٥٦٠.