وفيهم مروان بن الحكم (١).
وبويع بالخلافة في الحجاز والعراق وغيرها لعبـد الله بن الزبير (٢).
ولمّا مات يزيد أعرض عبـد الله بن الزبير عن إظهار الطلب بدم الحسين عليه السلام ، وكان أهل الشام بعد موت يزيد بايعوا معاوية بن يزيد بالخلافة ، فمات بعد ثلاثة أشهر ، وقيل : بعد أربعين يوماً بعد أن خلع نفسه من الخلافة ، وقيل : إنّ بني أُميّة قتلوه بالسـمّ (٣).
وكان مروان بن الحكم قد عزم على أن يسير إلى ابن الزبير فيبايعه بالخلافة ، فلمّا قدم عبيد الله بن زياد إلى الشام قلبه عن رأيه ، وقوّى عزمه على طلب الخلافة ، ثمّ بايعه الناس بالخلافة ، ثمّ إنّ مروان بن الحكم بعث عبيد الله بن زياد في جيش إلى قتال أهل الجزيرة ، وأمره إذا فرغ منها أن يسير إلى العراق (٤).
وأمّا سليمان بن صرد وأصحابه فما زالوا يتجهّزون ويشترون السلاح إلى سنة خمس وستّين ، وبعث سليمان إلى رؤساء أصحابه فأتوه ، وخرج في أوّل ليلة من شهر ربيع الآخر فعسكر بالنخيلة قريب الكوفة ، وجعل يدور في عسكره فوجده قليلاً ، فأرسل رجلين من أصحابه في خيل إلى الكوفة ، وأمرهم أن ينادوا في الكوفة : «يالثارات الحسين» ، وأن ينادوا بذلك في المسجد الأعظم ، وكانوا أوّل من نادى بذلك.
فسمع النداء عبـد الله بن حازم الأزدي وعنده ابنته وامرأته سهلة بنت
____________
(١) مروج الذهب ٣ / ٦٩ ، البداية والنهاية ٨ / ٢٣٨.
(٢) تاريخ الطبري ٥ / ٥٠١ ، الكامل في التاريخ ٤ / ١٢٩.
(٣) تاريخ الطبري ٥ / ٥٠٣ ، الكامل في التاريخ ٤ / ١٣٠ ، البداية والنهاية ٨ / ٢٣٧.
(٤) تاريخ الطبري ٥ / ٥٤٠ ـ ٥٤١ ، الكامل في التاريخ ٤ / ١٤٥.