من ألف رجل ، فصار معه خمسة آلاف.
فقال له المسيّب بن نجبة : إنّه لا ينفعك الكاره للخروج ، ولا يقاتل معك إلاّ من خرج على بصيرة محبّاً للخروج ، فلا تنتظر أحداً.
فقال له سليمان : نِعم ما رأيت.
ثمّ خطب سليمان أصحابه وهو متوكّئ على قوس له عربيّة ، فقال : أيّها الناس! من كان خرج يريد بخروجه وجه الله والآخرة فذلك منّا ونحن منه ، فرحمة الله عليه حيّاً وميّتاً ، ومن كان إنّما يريد الدنيا فوالله ما يأتي فـيء نأخـذه ، ولا غنيمة نغنـمها ، ما خلا رضوان الله ، وما معنا من ذهب ولا فضّـة ولا متاع إلاّ سيوفنا على عواتقنا ، ورماحنا في أكفّنا ، وزاد قدر البلغة ، فمن كان ينوي هذا فلا يصحبنا.
فتنادى أصحابه من كلّ جانب : إنّا لا نطلب الدنيا ، وليس لها خرجنا ، إنّما خرجنا نطلب التوبة والطلب بدم ابن بنت رسول الله نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم.
فلمّا عزم سليمان على المسير قال له عبـد الله بن سعد بن نفيل : إنّا خرجنا نطلب بدم الحسين عليه السلام ، والّذين قتلوه كلّهم بالكوفة ، منهم عمر بن سـعد وأشراف القبائل ، وليس في الشام سوى عبيد الله.
فقال سليمان : إنّ الذي قتله وعبَّأ الجنود إليه هذا الفاسق ابن الفاسق ابن مرجانة عبيد الله بن زياد ، فسيروا إليه على بركة الله ، فإن ينصركم الله رجونا أن يكون من بعده أهون علينا منه ، ورجونا أن يطيعكم أهل مصركم ـ يعني الكوفة ـ بغير قتال ، فتنظرون إلى كلّ من شرك في دم الحسين عليه السلام فتقتلونه ، وإن تستشهدوا فما عند الله خير للأبرار ، فاستخيروا الله وسيروا.
وأرسل عبـد الله بن يزيد أمير الكوفة وإبراهيم بن محمّـد بن طلحة أمير خراجها رسولاً إلى سليمان أنّهما يريدان أن يأتيا إليه.