وجاء رجل من أصحاب المختار اسمه قيس بن طهفة النهدي في قريب من مائة رجل من بني نَهْد ، فحمل على شبث وهو يقاتل يزيد بن أنس فخلّى لهم شبث الطريق حتّى اجتمعوا جميعاً.
وجاء عبيدالله ابن الحرّ الجعفي في قومه لنصرة المختار ، ثمّ إنّ شبثاً ترك لهم السكّة وأقبل إلى ابن مطيع ، فقال له : اجمعْ الأُمراء الّذين في الجبابين وجميع الناس ، ثمّ اخرجْ إلى هؤلاء القوم فقاتلهم ، فإنّ أمرهم قد قوي ، وقد خرج المختار وظهر وقوي أمره.
فلمّا بلغ المختار قوله خرج في جماعة من أصحابه حتّى نزل في ظهر دَيْر هند (١) في السبخة.
وخرج أبو عثمان النهدي من أصحاب المختار ، فنادى في بني شاكر وهم مجتمعون في دورهم يخافون أن يظهروا لقرب كعب الخثعمي منهم ، وهو من أصحاب إياس ، وكان قـد أخذ عليهم أفواه السكك ، فلمّا أتاهم أبو عثمان في جماعة من أصحابه نادى : يا لثارات الحسين ، يا منصور أمت ، يا أيّها الحيّ المهتدون! إنّ أمين آل محمّـد ووزيرهم قد خرج فنزل دَير هند ، وبعثني إليكم داعياً ومبشّراً ، فاخرجوا رحمكم الله ، فخرجوا ينادون : «يا لثارات الحسين» ، وقاتلوا كعباً حتّى خلّوا لهم الطريق ، فأقبلوا إلى المختار فنزلوا معه.
وخرج عبـد الله بن قَراد (٢) الخَثْعَمي في نحو من مائتين ، فنزلوا مع
____________
(١) قال فـي مراصـد الاطّـلاع ٢ / ٥٧٩ : ديـر هنـد الصغرى : بالحِيرة ، يقارب خطة بني عبـد الله بن دارم بالكوفة ، ممّا يلي الخندق ، وهند هذه بنت النعمان بن المنذر المعروفة بالحُرَقَة.
(٢) قتادة ـ خ ل ـ.