قال الرجل : فلمّا دنوت منهم إذا مؤذّنهم يقيم ، وإذا شبث بن ربعي ومعه خيل عظيمة ، فصلّى بهم ، فقرأ : (إذا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزالَها) (١) ، فقلت في نفسي : أما والله إنّي لأرجو أن يزلزل الله بكم. ثمّ قرأ : (والعادِياتِ ضَبْحاً) (٢).
فقال له أُناس من أصحابه : لو كنت قرأت أطول من هاتين السورتين شيئاً؟!
فقال : ترون الديلم قد نزلت بساحتكم وأنتم تقولون : لو قرأت سورة البقرة وآل عمران! ممّا دلّ على وقوع الرعب في قلبه ، فأقبل الرجل إلى المختار وأخبره بخبر شـبث وأصحابه.
وأتاه أيضاً سِـعْر الحنفيّ يركض ـ وكان ممّن بايع المختار ـ فلم يقدر على الخروج معه ليلة خرج خوفاً من الحرس ، فلمّا أصبح أقبل على فرسه ، فاعترضه راشد بن إياس وأصحابه ، فركض على فرسه ، وأفلت منهم حتّى أتى المختار فأخبره بخبرهم.
فبعث المختار إبراهيم بن الأشتر إلى راشد بن إياس في تسعمائة (٣) ، وقيل : في ستّمائة فارس وستّمائة راجل ، وبعث نعيم بن هبيرة ـ أخا مَصْقلة بن هبيرة ـ إلى شبث بن ربعي في ثلاثمائة فارس وستّمائة راجل وأمرهما بتعجيل القتال ، وأن لا يقفا مقابلة عدوّهما لأنّه أكثر منهما ، وقال : لا ترجعا حتّى تظهرا أو تقتلا.
____________
(١) سورة الزلزلة ٩٩ : ١.
(٢) سورة العاديات ١٠٠ : ١.
(٣) سبعمائة ـ خ ل ـ.