قال : لو أفطر كان أقوى له.
قال : هو أعلم بما يصنع.
قال : صدقت ، أستغفر الله.
فقال المختار : نعم المكان للقتال هذا.
فقال له إبراهيم : قد هزمهم الله وفلّهم ، وأدخل الرعب في قلوبهم ، وتنزل هاهنا ، سرْ بنا فوالله ما دون القصر مانع.
فترك المختار هناك كلّ شيخ ضعيف وكلّ ذي علّة وثقلـهم ، واستخلف عليهم أبا عثمان النهدي ، وقدّم إبراهيم أمامه ، وبعث ابن مطيع عمرو بن الحجّاج في ألفين ، فخرج عليهم ، فبعث المختار إلى إبراهيم : أن اطوه ولا تقم عليه ، فطواه إبراهيم.
وأمر المختار يزيد بن أنس أن يصمد لعمرو بن الحجّاج ، فمضى نحوه ، وسار المختار خلف إبراهيم ، ثمّ وقف المختار في موضع مصلّى خالد بن عبـد الله ، وأمر إبراهيم أن يمضي على وجهه حتّى يدخل الكوفة من جهة الكناسة ، فمضى. فخرج إليه شمر بن ذي الجوشن في ألفين ، فسرّح إليه المختار سعيد بن منقذ الهَمْداني فواقعه ، وأرسل إلى إبراهيم : أن اطوه وامض على وجهك ، فمضى حتّى انتهى إلى سكّة شـبث ، فإذا نوفل ابن مساحق في ألفين ، وقيل : خمسة آلاف ؛ قال الطبري : وهو الصحيح.
وكان ابن مطيع أمر منادياً فنادى في الناس : أن الحقوا بابن مساحق ، وخرج ابن مطيع فوقف بالكناسة ، واستخلف شبث بن ربعي على القصر ، فدنا ابن الأشتر من ابن مطيع فأمر أصحابه بالنزول ، فنزلوا ، فقال : قرّبوا خيولكم بعضها من بعض ، ثمّ امشوا إليهم مصلتين بالسيوف ، ولا يهولنّكم أن يقال : جاء آل فلان ، وآل فلان ، وسمّى بيوتات أهل الكوفة ..