فقال المختار : إن أنا تركت مواليكم وجعلت فيأكم لكم تقاتلون معي بني أُميّة وابن الزبير ، وتعطوني العهد على ذلك؟!
فقال شبث : حتّى أرجع إلى أصحابي فأُخبرهم.
فخرج ولم يرجع إلى المختار ، فأجمع رأيهم على قتاله ، وكان بقي مع المختار أربعة آلاف.
فقال عبـد الرحمن الأسدي لأهل الكوفة : لا تخرجوا على المختار فإنّي أخاف أن تختلفوا وتتفرّقوا ومع الرجل شجعانكم ومواليكم وكلمتهم واحدة ، فانتظروا قليلاً يكفيكم ذلك أهل الشام وأهل البصرة.
فلم يقبلوا ، وخرجوا على المختار بعد مسير إبراهيم بالجبّانات كلّ رئيس بجبّانة ، وجاهروا بالعصيان ، ولم يبق أحد ممّن شرك في قتل الحسين عليه السلام وكان مختفياً إلاّ ظهر ، فلمّا بلغ ذلك المختار أرسل رسولاً مجدّاً إلى إبراهيم ، فلحقه وهو بساباط المدائن قريب بغداد ، وكتب إليه المختار : أن لا تضع كتابي من يدك حتّى تقبل إليّ بجميع من معك.
وبـعث إليـهم المخـتار : أن أخـبروني مـا تريـدون فإنّـي أصـنع كلّ مـا أحببتم.
قالوا : نريد أن تعتزلنا ، فإنّك زعمت أنّ محمّـد بن الحنفيّة بعثك ولم يبعثك.
قال : فأرسلوا إليه وفداً من قبلكم ، وأرسل إليه أنا وفداً ـ وهو يريد أن يطاولهم حتّى يقدم عليه إبراهـيم ـ.
وأمر أصحابه أن يكفّوا أيديهم ، وقد أخـذ عليهم أهل الكوفة بأفواه السكك ، فليس يصل إليهم من الماء إلاّ القليل.
ولمّا سار رسول المختار وصل إلى ابن الأشتر في عشيّة ذلك اليوم ،