فأبوا ، فقاتلهم إبراهيم فهزمهم ، وأرسل إلى المختار يبشّره بذلك ، فأرسل المختار إلى أحمر بن شميط وابن كامل يبشّرهما ، فاشتدّ أمرهما.
واجتمعت شِبام ليأتوا اليمن من ورائهم ـ كما أرسلوا إلى المختار ـ ورأّسـوا عليهم أبا القلوص ، فقال بعضهم : لو جعلتم جِدَّكم على مضـر وربيعة لكان أصـوب.
فقال أبو القلوص : قال الله تعالى : (قاتِلوا الّذينَ يَلونَكُمْ مِنَ الكُفّارِ) (١) ..
فسار نحو أهل اليمن ، فلقيهم الأعسـر الشاكري فقتلوه ، ونادوا : «يالثارات الحسين عليه السلام» ، فأجابهم أصحاب ابن شميط : «يا لثارات الحسين عليه السلام» ، فنادى يزيد بن عمير : «يا لثارات عثمان».
فقال لهم رفاعـة بن شـدّاد البجـلي ـ وكان معـهم (٢) على المختار ـ : لا أُقاتـل مـع قـوم يبـغون دم عثـمان. ثـمّ رجع عنهم فقاتل مع المختار ، وهو يقول :
أنَا ابْنُ شَدَّادٍ عَلى دينِ عَلِيّ |
|
لَسْتُ لِعُثْمـانَ بْنِ أَرْوى بِوَلي |
لأصْلِيَنَّ اليَوْمَ في مَنْ يَصْطَلي |
|
بِحَرّ نـارِ الحَرْبِ غَيْرِ مُؤْتَلي |
[الرجـز]
فقاتل حتّى قتل.
وانهزم أهل اليمن هزيمة قبيحة ، واستخرج من دور الوداعيّـين خمسمائة أسير فأُتي بهم إلى المختار مكتّفـين ، فقال : أعرضوهم علَيّ ، وانظروا كلّ من شهد قتل الحسين عليه السلام فأعلموني به.
____________
(١) سورة التوبة ٩ : ١٢٣.
(٢) معه ـ خ ل ـ.