فقَتَل كلّ من شهد قتْل الحسين عليه السلام ، وقتل منهم مائتين وثمانية وأربعين رجلاً في مجلس واحد ، وأطلق الباقي ، ونادى منادي المختار : من أغلق بابه فهو آمن إلاّ رجلاً شرك في دم آل محمّـد صلى الله عليه وآله وسلم (١).
هدم دور من شرك في قتل الحسين عليه السلام :
وأمر المختار صاحب شرطته أبا عمرة أن يجمع ألف رجل من الفعلة بالمعاول ، ويتتـبّع دور من خـرج إلى قتال الحسـين عليه السلام فيهدمـها ، وكان أبو عمرة بذلك عارفاً فجعل يدور بالكوفة على دورهم فيهدم الدار في لحظة فمن خرج إليه منها قتله حتّى هدم دوراً كثيرة ..
وقتل أُناس كثيراً من قتلة الحسين عليه السلام ، وجعل يطلب ويستقصي فمن ظفر به منهم قتله ، وجعل ماله وعطاءه لرجل من أبناء العجم الّذين كانوا مـعه.
وتجـرّد المخـتار لقتلة الحسـين عليه السلام ، وقال : ما من ديننا أن نترك قتلة الحسين عليه السلام أحياء ، بئس ناصر آل محمّـد صلى الله عليه وآله وسلم أنا ، أنا إذاً الكذّاب كما سـمَّوني ، وإنّي أسـتعين بالله عليهـم ، فسـمّوهم لـي ، ثـمّ اتّبعوهـم حتّى تقتلوهم ، فإنّه لا يسوغ لي الطعام ولا الشراب حتّى أُطهّر الأرض منهـم (٢).
____________
(١) تاريخ الطبري ٦ / ٣٨ ـ ٥١ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٢٢٨ ـ ٢٣٦ ، ذوب النضار : ١١٠ ـ ١١٥ ، بحار الأنوار ٤٥ / ٣٧١ ـ ٣٧٤.
(٢) تاريخ الطبري ٦ / ٥٧ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٢٣٩ ، ذوب النضار : ١١٨ ، بحار الأنوار ٤٥ / ٣٧٤ ، عوالم العلوم ١٧ / ٦٩٥.