قتل الّذين رضّـوا جسـد الحسين عليه السلام :
فأوّل من بدأ به المختار الّذين رضّوا جسد الحسين عليه السلام بخيولهم ، فأخذهم ، وطرحهم على ظهورهم ، وضرب سكك الحديد في أيديهم وأرجلهم ، وأجرى الخيل عليهم حتّى قطعتهم ، ثمّ أحرقهم بالنار (١).
قتل عمرو بن الحجّاج الذي كان موكلاً بالمشـرعة :
وكان عمرو بن الحجّاج الزبيدي ممّن شهد قتل الحسين عليه السلام ، فركب راحلته ، وأخذ طريق واقصة فلم يعلم له خبر حتّى الساعة.
وقيل : أدركه أصحاب المختار وقد سقط من شـدّة العطش ، فذبحوه وأخذوا رأسـه (٢).
وقيل : إنّه هرب يريد البصـرة ، وكان من رؤساء قتلة الحسين عليه السلام ، فخاف الشماتة فعدل إلى شَـراف.
فقال له أهل الماء : ارحل عنّا فإنّا لا نأمن المختار ، فارتحل عنهم ، فتلاوموا وقالوا : قد أسأنا ، فركب جماعة منهم ليردّوه ، فلمّا رآهم ظنّ أنّهم من أصحاب المختار فسلك الرمل بمكان يدعى «البيضـة» ، وذلك في أشـدّ ما يكون من حرارة القيظ فيما بين بلاد كلب وبلاد طيء ، فقال فيها فأهلكه ومن مـعه العطش ..
وعمرو بـن الحجّاج هـذا هـو الذي كان على المشـرعة يمـنع الحسـين عليه السلام من الماء ، فأهلكه الله تعالى عطشاً في الدنيا (ولَعَذابُ
____________
(١) ذوب النضار : ١١٨ ، بحار الأنوار ٤٥ / ٣٧٤ ، عوالم العلوم : ١٧ / ٦٩٥.
(٢) تاريخ الطبري ٦ / ٥٢ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٢٣٦.