الآخِرَةِ أشَـدُّ وأبْقى) (١).
قتل خولّي بن يزيد الذي جاء برأس الحسين عليه السلام :
وبعث المختار أبا عمرة فأحاط بدار خولّي بن يزيد الأصبحي الذي حمل رأس الحسين عليه السلام إلى ابن زياد ، فاختبأ في بيت الخلاء ، ووضع على رأسه قَوْصَرَّة (٢) ـ وهي ما يصنع من ورق النخل ليوضع فيه التمر ـ ، فدخلوا الدار ليفتّشوا عليه فخرجت امرأته إليهم ـ وهي العيوف بنت مالك ، وقيل : اسمها النوار ، وكانت محبّة لأهل البيت عليهم السلام ، وكانت قد نصبت له العداوة من يوم جاء برأس الحسين عليه السلام ـ ، فقالت : ما تريدون؟
فقالوا لها : أين زوجك؟
فقالت : لا أدري أين هو ، وأشارت بيدها إلى بيت الخلاء ، فدخلوا ، فوجدوه وقد وضع على رأسه القوصرّة فأخرجوه ، وكان المختار يسير في الكوفة ، فجاء في أثرهم ، فأرسلوا إليه يخبرونه ، فردّه حتّى قتله إلى جانب أهله ، ثمّ أحرقه بالنار ولم يبرح من مكانه حتّى عاد رماداً (٣).
قتل حكيم بن الطُفَيل :
وبعث المختار عبـد الله بن كامل إلى حكيم بن الطفيل ، وهو الذي سلب العبّـاس عليه السلام ثيابه ، ورمى الحسين عليه السلام بسهم ، فكان يقول : تعلّق
____________
(١) سورة طـه ٢٠ : ١٢٧.
(٢) القَوْصَرَّة : وعاء للتمر. القاموس المحيط ٢ / ١١٨ مادّة «قصـر».
(٣) تاريخ الطبري ٦ / ٥٩ ـ ٦٠ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٢٤٠ ، ذوب النضار : ١١٨ ـ ١١٩ ، بحار الأنوار ٤٥ / ٣٧٤ ، عوالم العلوم ١٧ / ٦٩٥.