سهمي بسرباله ولم يضـرّه ، فأتاه ابن كامل فأخذه.
فذهب أهله إلى عديّ بن حاتم ليشفع فيه ، فلحقهم في الطريق ، فقالوا : ليس أمره إلينا إنّما أمره إلى المختار.
فمضى إلى المختار ، وكان المختار قد شفّعه في جماعة من قومه أُسروا يوم قتال المختار مع أهل الكوفة لم يكونوا نطقوا بشيء من أمر الحسين وأهل بيته عليهم السلام.
فقال أصحاب ابن كامل له : إنّا نخاف أن يشفّعه الأمير في هذا الخبيث وله من الذنب ما قد علمت ، فدعنا نقتله.
قال : نعم.
فأتوا به وهو مكتوف ، وقالوا له : سلبت ابن عليّ ثيابه ، والله لنسلبنّك ثيابك وأنت حيّ تنظر ، فنزعوا ثيابه ..
وقالوا له : رميت الحسين عليه السلام واتّخذته غرضاً لنبلك ، وقلت : تعلّق سهمي بسرباله ولم يضـرّه ، والله لنرمينّك كما رميته بنبال ما تعلّق بك منها أجزأك ، فجعلوه غرضاً للنبل ورموه رشقاً واحداً حتّى صار كالقنفذ فخَـرّ ميّتاً.
ودخل عديّ على المختار فشفع فيه ، فقال له المختار : أتستحلّ أن تشفع في قتلة الحسين عليه السلام؟!
فقال : إنّه مكذوب عليه.
قال : إذاً ندعه لك.
فدخل ابن كامل فأخبر المختار بقتله ، فأظهر لومهم على ذلك ، ولكنّه سـرّ بقتله.
فقال ابن كامل : غلبتْني عليه الشـيعة.