فقال عديّ : كذبت ، ولكنّك ظننت أنّ من هو خير منك سيشفّـعني فيه ، فقتلته ، فسـبّه ابن كامل ، فنهاه المختار (١).
قتل مالك بن النسـر ورجُلـين معه :
ودلّ المختار على عبـد الله بن أُسـيد الجهني ، ومالك بن النسـر البدائي (٢) ، وحَمَل بن مالك المحاربي ، فبعث إليهم المختار مالك بن عمرو النهدي ـ وكان من رؤساء أصحابه ـ ، فأتاهم وهم بالقادسية ، فأخذهم وأقبل بهم حتّى أدخلهم على المختار عشاءً.
فقال لهم المختار : يا أعداء الله ، وأعداء كتابه ، وأعداء رسوله وأهل رسوله ، أين الحسين بن عليّ؟! أدّوا إليّ الحسين؟! قتلتم من أُمرتم بالصلاة عليه في الصلاة.
فقالوا : بعثنا ونحن كارهون ، فامنن علينا واستبْقنا.
فـقال : فهـلاّ مننـتم على الحسـين بـن بـنت نبـيّكم واسـتبقـيتمـوه وسـقيتمـوه؟!
ثمّ قال لمالك بن النسر : أنت صاحب برنس الحسين؟
فقال له ابن كامل : نعم ، هو ، هو.
فأمر بقطع يديه ورجليه ، وتركه يضطرب ، فلم يزل ينزف الدم حتّى هلك ، وأمر بالرجلين الآخرين فقُتلا ، وعجّل الله بأرواحهم إلى النار (٣).
____________
(١) تاريخ الطبري ٦ / ٦٢ ـ ٦٤ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٢٤٢ ـ ٢٤٣ ، ذوب النضار : ١١٩ ، بحار الأنوار ٤٥ / ٣٧٥ ، عوالم العلوم ١٧ / ٦٩٥.
(٢) في تاريخ الطبري : مالك بن النسـير البدّي ، وفي الكامل في التاريخ : مالك بن بشير البدّي ، وفي ذوب النضار : مالك بن هيثم البدّائي.
(٣) تاريخ الطبري ٦ / ٥٧ ـ ٥٨ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٢٣٩ ، ذوب النضار : ١٢٣ ، بحار الأنوار ٤٥ / ٣٧٦ ، عوالم العلوم ١٧ / ٦٩٧.