يدلّهم على الطريق ، وذلك في ليلة مقمرة ، فلمّا أحسّ بهم شمر دعا بفرسه فركبه ، وركب من كان معه ليهربوا ، فأدركهم القوم فقاتلوهم ، فقتل شمر وجميع من كان معه ، واحتزّوا رؤوسهم ، وأتوا بها أميرهم فأرسلها إلى المختار ، فنصبها المختار في رحبة الحذّائين حذاء الجامع (١).
وفي البحار عن أمالي الشيخ قدِس سرِّه (٢) : إنّ المختار لمّا طلب شمراً هرب إلى البادية ، فخرج إليه أبو عمرة في نفر من أصحابه فقاتلهم قتالاً شديداً ، وأثخنته الجراحة ، فأخذه أبو عمرة أسيراً ، وبعث به إلى المختار ، فضرب عنقه ، وأغلى له دهناً في قدرٍ فقذفه فيها ، فتفسّخ ، ووطئ مولىً لآل حارثة ابن المضرّب وجهه ورأسه.
قتل حرملة بن كاهل ـ عليه اللعنة ـ :
وعن المنهال بن عمرو (٣) ، قال : دخلت على زين العابدين عليه السلام أُودّعه وأنا أُريد الانصراف من مكّة ، فقال : يا منهال! ما فعل حرملة بن كاهل؟!
وكان معي بشر بن غالب الأسـدي (٤) ، فأخبره أنّه حيّ بالكوفة ، فرفع
____________
(١) ذوب النضار : ١١٧ ـ ١١٨.
(٢) الأمالي ـ للطوسي ـ : ٢٤٤ ، تسلية المجالس ٢ / ٤٩٩ ، بحار الأنوار ٤٥ / ٣٣٨ ، عوالم العلوم ١٧ / ٦٦٣.
(٣) هو : المنهال بن عمرو الأسـدي ، عدّه الشيخ الطوسي بهذا العنوان تارةً في أصحاب الحسين عليه السلام ، وأُخرى في أصحاب عليّ بن الحسين عليه السلام ، وعدّه في أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام. معجم رجال الحديث ١٩ / ٨.
(٤) هو : بشر بن غالب الأسدي الكوفي ، من أصحاب الحسين والسجّاد عليهما السلام ، قاله الشيخ في رجاله ، والبرقي عدّه من أصحاب أمير المؤمنين والحسنين والسجّاد ،