يديه وقال : اللّهمّ أذقه حرّ الحديد ، اللّهمّ أذقه حرّ النار.
قال المنهال : وقدمت الكوفة وقد ظهر المختار ـ وكان لي صديقاً ـ فركبت إليه فلقيته خارجاً من داره ، فقال : يا منهال! لم تشركنا في ولايتنا هذه؟!
فعرّفته أنّي كنت بمكّة ، فمشى حتّى أتى الكناس ، ووقف كأنّه ينتظر شيئاً ، فلم يلبث أن جاء قوم ، فقالوا : أبشر أيّها الأمير ، فقد أُخذ حرملة ، فجيء به.
فقال : لعنك الله ، الحمد لله الذي أمكنني منك.
ثمّ قال : الجزّار ، الجزّار ، فأُتي بجزّار ، فأمره بقطع يديه ورجليه ، فقطعهما.
ثمّ قال : النار ، النار ، فأُتي بنار وقصب فأحرقه.
فقلت : سبحان الله! سبحان الله!
فقال : إنّ التسبيح لحسن ، لم سبّحت؟!
فأخبرته بقول زين العابدين عليه السلام ، فقال لي : أسمعت عليّ بن الحسين عليهما السلام يقول هذا؟!
فقلت : والله لقد سمعته.
فنزل عن دابّته ، وصلّى ركعتين وأطال السجود وركب ، وقد احترق حرملة ، وسار فحاذى داري ، فطلبت منه أن ينزل ويأكل من طعامي.
فقال : تعلمني أنّ عليّ بن الحسين عليهما السلام دعا بأربع دعوات فأجابه الله على يدي ثمّ تدعوني إلى الطعام! هذا يوم صوم شكراً لله تعالى.
____________
وأخوه بشير ، رويا عن الحسين عليه السلام دعاءه المعروف يوم عرفة بعرفات. مستدركات علم الرجال ٢ / ٣٣.