إنّا وحَقِّ المُرسَلاتِ عُرفا |
|
حَقّاً وحَقّ العاصِفاتِ عَصْفا |
لَنَعْسِفنَّ مَن بَغـانـا عَسْـفـا |
|
حَتّى نَسومَ القَوْمَ مِنّا خَسْفا |
زَحْفاً إلَيْهِم لا نَمِلُّ الـزَحْفا |
|
حَتّى نُلاقي بَعْدَ صـَفٍّ صَفّا |
وبَعْدَ ألْفٍ قاسِطينَ ألْفا |
|
نَكشِفُهُم لَدَى الْْهَيْجاءِ (١) كَشْفا |
[الرجـز]
ثـمّ إنّ المخـتار ودّع إبراهـيم ، وقال لـه : خـذ عنّي ثلاثاً : خِف الله عزّ وجلّ في سـرّ أمرك وعلانيتك ، وعجّل السير ، وإذا لقيت عدوّك فعجّل القتال ساعة تلقاهم ليلاً كان أو نهاراً.
ثمّ رجع المختار ، وسار إبراهيم يجدّ السير ليلقى ابن زياد قبل أن يدخل أرض العراق ، وكان ابن زياد قد سار في عسكر عظيم من الشام حتّى وصل إلى الموصل وملكها.
فسار إبراهيم حتّى وصل إلى أرض الموصل ، وجعل لا يسير إلاّ على تعبئة حتّى وصل إلى نهر الخازر (٢) ، فنزل قرية يقال لها : «باربـيثا» بينها وبين الموصل خمسة فراسخ.
وجاء ابن زياد حتّى نزل قريباً منهم على شاطئ نهر الخازر في ثلاثين ألفاً ، على رواية سبط ابن الجوزي (٣) ، وعلى رواية ابن نما (٤) : إنّهم كانوا ثلاثة وثمانين ألفاً.
وأرسل رجل من رؤساء أصحاب ابن زياد يسمّى : «عمير السلمي»
____________
(١) في ذوب النضار : الهِياجِ.
(٢) نهر بين إربل والموصل. مراصـد الاطّلاع ١ / ٤٤٥.
(٣) تذكرة الخواصّ : ٢٨٦.
(٤) ذوب النضار : ١٣٢.